من الواضح إن الزيارة التي قام بها سيادة رئيس الجمهورية إلى الولاياتالمتحدةالامريكية كان لها تأثير كبير في بعض القرارات التي يتخذها متأثراً بشكليات وبروتوكولات تلك الشعوب من حيث التعين للمناصب الوزارية أو الاقالة والعزل منها . وقد تفاجئ الشارع بقرار اقالة رئيس الوزراء السيد أحمد عبيد بن دغر ويتبع قرار الاقالة الاحالة للتحقيق وأهمل القرار الجهة المخولة بالتحقيق مع السيد رئيس الوزراء ولم يشر إليها من بعيد أو قريب . المطلب بإقالة رئيس الحكومة لم يكن مطلب أني أو وقتي وإنما كان مطلب جماهيري وشعبي ظل يتردد طيلة الفترة الماضية لفشل الحكومة في إدارة البلاد ممثلة برئيسها وكذلك لانغلاقها على نفسها وتركها لزمام الامور تسير على الغارب بل عندما اشتدت المطالبة بإقالة رئيس الحكومة ومطالب أخرى تم الوقوف ضدَّ تلك المطالب بعنف وتم تشويه المطالبين بإقالته ومحاربتهم حرباً عشواء وسقط كثير من الابرياء ضحايا وظلت الحكومة برئيسها جاثمة على أنفاس الشعب والامور تسير نحو الهاوية والاقتصاد ينحدر إلى الحطيط بل أن الحكومة مجسدة برئيسها وجميع طاقمها المهول لم تلتفت للمطالب الشعبية والملحة للشارع حتى تفاقمت الازمات وزادت النكبات وتوالت الهموم على البلاد والعباد. السيد رئيس الوزراء لم يكن بالشخصية المقبولة اجتماعياً بين شرائح واسعة من الشعب بل كان يعد من ادوات النظام السابق الذي جثم على انفاس الامة طيلة ثلاثة عقود والذي لم يخدم إلا مصالحه والحزب الذي ينتمي إليه وهذا معلوم ومع ذلك فرض فوق إرادة الشعب الذي لم يكن يوماً ما خياره في إدارة البلاد وقيادة الشعب والنهضة بالاقتصاد . وجاء قرار تكليف رئيس للوزراء من داخل الحكومة المتهاوية مع الابقاء على طاقمها الجديد واختيار شخص رئيس الوزراء ليس من باب الانتقاص غير واضح التوجه والرؤية وكالعادة اختيار فردي وعشوائي ومصلحي دون أدنى حسابات لردود الشارع والدواعي الديمقراطية وجعل الفرصة للشعب ولو لمرة واحدة في اختيار حكومة تدير الامور في البلاد. ومنذُ صدور قرار التعين وبعد أداء القسم لم يسمع المواطن في الداخل ما يكشف عن برنامج رئيس الوزراء المعين أو ما يوضح ولو خطوط عامة عن السياسة الاقتصادية التي سيتبعها رئيس الحكومة الجديد والية العمل التي سوف سيستند إليها في تشكيل الحكومة رغم وضوح التصور للمواطن لأن الحكومة القائمة هي حكومة استحقاقات حزبية وشركاء مصالح يجنون ثمار الشراكة إضافة إلى انشقاق التشكيلة بين من يدين بالولاء للسعوديين ومن يدين بالولاء لغيرهم وكذلك الفرقاء من المؤتمر والاصلاح يعيشون توافق مصالح رغم الخلافات بينهم التي كانت من أسباب تحالف المؤتمر مع الجماعة المارقة جماعة الحوثي . رغم كل التنوع والاطياف التي تشكل الحكومة القائمة بعد حرب الجوع التي تعيشها البلاد لا يفكر المواطن إلا بمن سوف يسعى في تقديم الحلول والبرامج التي تسعف المواطن في الخروج من ازماته الاقتصادية المتلاحقة وانهيار العملة وتدهور الخدمات التي اعاقت حياة المواطن وحولت حياته غلى جحيم. عصام مريسي