قالت مصادر دبلوماسية مطلعة ل“العرب” إن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث سيقوم الأسبوع القادم بجولة جديدة للمنطقة تشمل زيارة مدينة تعزاليمنية للمرة الأولى بهدف الاطّلاع على الآثار الإنسانية التي تسبب بها الحصار الحوثي على المدينة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأشارت المصادر إلى أن فريقا أمنيا من الأممالمتحدة قام بزيارة لتعز للترتيب لزيارة المبعوث الأممي، التي تأتي عقب انتقادات إعلامية وحقوقية وجّهت للأمم المتحدة بسبب إحجام مبعوثيها عن زيارة المناطق المحررة والاكتفاء بزيارة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين الأمر الذي بعث برسائل ملتبسة وفقا لمراقبين سياسيين، وأوحى بانحياز المنظمات الأممية العاملة في اليمن.
وأكدت مصادر “العرب” أنّ جولة غريفيث المرتقبة والتي من المتوقع أن تشمل أيضا الرياض، وربما صنعاء ومسقط، ستركز على تعزيز مسار بناء الثقة الذي دشنه غريفيث في زيارته الأخيرة والتي سلم من خلالها مشروع خطة لبناء الثقة قبل استئناف المشاورات تتضمن حلولا متعلقة بالملف الاقتصادي وتوحيد البنك المركزي وإعادة صرف رواتب موظفي الدولة، إضافة إلى مقترح لتبادل الأسرى وإطلاق المختطفين.
وبحسب المصادر من المفترض أن يتلقى المبعوث الأممي في زيارته القادمة ردودا رسمية من قبل الحكومة الشرعية والحوثيين على مقترحاته، التي تتزامن مع جهود أممية لإنقاذ الاقتصاد اليمني والعملة الوطنية بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتحالف العربي، حيث من المقرر أن تدعو الأممالمتحدة لاجتماع في العاصمة الكينية نيروبي للتفاوض حول هدنة اقتصادية. اقتصار غريفيث على زيارة صنعاء دون المناطق اليمنية المحررة أوحى بانحياز المنظمات الأممية العاملة في اليمن للحوثيين وكشفت مصادر سياسية يمنية رفيعة ل“العرب” أن اجتماع نيروبي لازال يواجه عقبة كبيرة تتمثل في رفض الحوثيين تحويل البنك المركزي في صنعاء إلى فرع من فروع البنك المركزي اليمني الذي تشرف عليه حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وفي ذات السياق استضافت العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، اجتماعا للجنة الرباعية حول اليمن والتي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات.
وتمحور اللقاء الذي عقد في مقر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمنبالرياض، على مستوى السفراء حول إيجاد الآليات المناسبة لدعم البنك المركزي اليمني والحيلولة دون انهيار الريال اليمني ومتابعة الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن.
ومن جانبها أقرت اللجنة الاقتصادية العليا اليمنية، الثلاثاء، حزمة جديدة من الإجراءات لمواجهة الانهيار الاقتصادي من بينها تأجيل تطبيق الآلية التنفيذية الخاصة بحصر استيراد السلع الأساسية على الاعتمادات أو الحوالات أو التحصيلات المستندية المصرفية.
وقالت اللجنة في بيان صحافي، بأنها تعتزم عقد ورشة عمل بمشاركة رجال الأعمال اليمنيين لشرح الآلية والاستماع إلى ملاحظاتهم في كل ما يمكن أن ييسر دخول البضائع والسلع الأساسية.
وأشارت اللجنة إلى أن الآليات الجديدة “ستسهم في الحد من المضاربة على العملة وسرعة إعادتها إلى حالة الاستقرار، كما ستسهم بشكل كبير في إعادة الدورة النقدية والتعاملات المالية والتجارية من السوق السوداء للقنوات المصرفية الرسمية”.
ويواصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث حشد الدعم الدولي لخططه المتعلقة باستئناف الحوار بين الفرقاء اليمنيين في نوفمبر القادم، ووفقا لبيان صادر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت، الثلاثاء، فقد التقى المبعوث الأممي بنائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان في واشنطن.