ذكرني قرار تعيينكم يا دولة رئيس الوزراء د. معين عبدالملك بأيام دراستي وما بعد تخرجي ونيل درجة البكالوريوس من كلية الحقوق جامعة عدن وكان ذلك منذ سنوات عديدة لما قبل حرب 2015م، ولقد ذكرني هذا الحدث العظيم في تعيينكم بذلك القرار المؤسف الذي اتخذه رئيس جامعة عدن (حينها) بإقالة د. لؤي عبدالباري قاسم من نيابة شؤون الطلاب في كلية الحقوق، ولكن المفارقة تكمن بأننا اليوم فرحنا ترحيبا بكم لإدارة مؤسسات الدولة من ركودها والعمل على انقاد الوطن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ اليمن وأزماته وخاصة في ظل هذه الفترة بين الأعوام 2015/2018م، ولكننا مع ذلك لازلنا نعيش تلك المأساة بحيث وقع أثر ذلك القرار كالصاعقة على الطلاب وعلى من تخرج على يده أو من عمل معه، وكانوا في جو كئيب مؤلم وحزين حين فوجئوا بهذا القرار بحيث كان المتوقع له أن يكون من بين الذين شملتهم التعيينات في مواقع أكثر أهمية سيقدم فيها مهاراته ويساعد فيها فئات او شرائح اكبر على مستوى الجامعة او المدينةعدن، فالدكتور لؤي عبد الباري قاسم (ابن عدن البار ومن مواليدها في مدينة كريتر في منزل جده الصياد، ووالده الشهيد المناضل عبدالباري قاسم الذي يحتل أسمه رقعة لا بأس بها من تاريخ اليمن وثورته حتى استقلاله)، هو الأستاذ الذي عمل في مواقع مختلفة وفي العديد من المناصب الإدارية والأكاديمية قبل وإثناء عمله في جامعة عدن وكما ورد في سيرته الذاتية لدى جامعة عدن فبعد تخرجه من الدراسة في روسيا الاتحادية حاصلا على الدكتوراه في القانون عين في جامعة عدن كلية الحقوق كأستاذ مساعد في القسم الجنائي وعين أيضا مديرا للأنشطة الطلابية بدرجة رئيس قسم علمي، وكذلك أنتخب سكرتير لنقابة الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة في الكلية تقديرا لجهوده ونشاطه وعلاقته الطيبة بكل من حوله فلقد أدار نيابة شؤون المجتمع بحيث كان أول نائب عميد يتبوأ هذا المنصب حينها، بحيث أنه عمل مع زملائه من الجامعة على لائحة شؤون المجتمع والتعليم الموازي، ثم عين نائبا لعميد الكلية لشئون الطلاب تقديرا لكفأته ولجهوده المختلفة في هذا المجال الواسع والمتشعب في مهامه وأعبائه الا انه كان خير رجل لهذا المنصب وكثر هم من يشهد على ذلك، وكما عمل بجهد لتطوير الجامعة من خلال مشاركته في العديد من لجان الجامعة بشأن تعديل ومراجعة لوائحها المختلفة ولازال يعمل بصمت حتى يومنا هذا وحتى بعد تعيينه كمنسق لجامعة عدن بعد أن قام بربط الجامعة بالعديد من المراكز العلمية على مستوى الوطن العربي وخاصة لدى جمهورية مصر العربية ومع جامعاتها المختلفة وكل هذا بجهود ذاتية بغير مقابل غير راتبه الذي عصفت به أزمة الوطن وتدهور حال العملة المحلية كحالنا جميعا للأسف، وبالرغم من أنه قد أوصي به عدة مرات على مستوى محافظة عدن وكذلك من جامعة عدن لأجل تعيينه ملحقا ثقافيا الا أن هذا الأمر يعود لولي الامر كما يفهموننا عند سؤالنا أو هو كذلك فعلا، ولا بأس بذلك ولكن لماذا الى عند هذه الكوادر الطيبة النزيهة المتفانية للوطن والإنسان فقط لا ترى النور من قبل قيادة الوطن وحكومته!. لقد قام الرجل بجميع مهامه وواجباته على أكمل وجه وكسب أعجاب مسئوليه وكل من حوله بكل تقدير واحترام وكسب احترام وتقدير ومودة جميع الطلاب في كليته وفي جامعه عدن بشكل عام حباً لا يوصف فكان خير مستمع لقضايا ومطالب الطلاب ويعمل جاهداً للحصول على حلول ومعالجات معتدلة لم يضر بها أيً من الطلاب خاصة، وكان واسع الصبر والبصيرة والقدرة على التحمل فلا يؤجل أو يتوارى عن الطلبة حتى أنهم يقلقوا لغيابه الطفيف والنادر ولكنه يكون مسببا إما لتوعكه صحياً أو لنشاط ومشاركة خارج الكلية، وعن نفسي كان ذلك العملاق هو من تعلمت منه الكلمة والوفاء بالوعود والهم لك الحمد فقد كان نعمة الله لنا في تلك الأيام وأستمر على تلك الأخلاق حتى يومنا هذا، فلم يخسر أستاذنا أو مثل هؤلاء ابدا بل نحن ومن يحتاج لهم بالفعل والمجتمع بشكل عام وهنا تكمن حكمة القرار من عدمه. ذلك النابغة تتلمذ على يده العديد من الشخصيات الاجتماعية والبارزة منها في وقتنا الراهن وتشهد مدينة عدن وكادرها وبقية المحافظات على كل ما ذكرناه، وأخيرا وليس بأخير فان ثقتنا الكبيرة في قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية والذي نؤكد ونكرر عليه مطلبنا هذا وكذلك من معه في مكتب الرئاسة والذين يجب أن يكونوا أكثر حرصا على الوطن من خلال كادره المقتدر وأن يرفعوا لفخامته مطالب الشارع القلق على مصلحة الوطن، وكذلك ليس كمن تم تعيينهم وأمثالهم كثر ولم نرى من معظمهم غير القصور والفشل أو الفساد بمعنى الكلمة ولقد طرح هذا الكلام لأكثر من مرة لكنها ربما كانت مرحلة خلل ونأمل في صلاحها، ومن هنا تروننا نتوجه الى مجلس الوزراء أيضا ممثلا بدولة رئيس الوزراء د. معين الذي ندعوا له بالتوفيق والسداد في مهامه المعقدة بسبب هول التركة لما سبقته من حكومات ولأن يكون محل لثقة الوطن والمواطن من خلال حرصة في تحمل مسؤولياته بجدارة على أساس الشراكة المجتمعية الحقة البعيدة عن المحاصصة السياسية الغير مناسبة (حاليا) او المناطقية البحثة او التعصب وكل ما من شأنه خراب ودمار الوطن فوق ما هو عليه أصلا... نعلم جميعا ان الصراعات من اجل تبوء المناصب والدرجات الوظيفية العليا قد احتلت مكانة في سوق التداول الحكومي في بلادنا للفترات السابقة وحتى اليوم للأسف ولا نريد مزيدا من التطفيش وتهجير الكادر وخاصة الان وحاجة الوطن لهم كبيرة جدا، لكن الأمر في اعتقادنا اليوم قد اختلف أو على الأقل سيختلف قريبا! وعليه فان الأخذ بعين الاعتبار لموضوع التوازن والتساوي في الفرص بين الأشخاص(الكفاءات) كما هو الحال في الثروات مهم جدا جدا، فما أغلى من الرجال الحقة ثروة وإثراء للوطن ومنحهم ثقتكم في التعيينات في المراتب العليا وكل ذلك سيعود بفائدة لأجل الوطن والارتقاء به، فالرجل المناسب في المكان المناسب وسيشهد واقع الحياة والواقع العملي وكذلك أنتم وبما ستلمسونه شخصيا بأكثر مما ذكرناه... دمتم دخرا للوطن دام هو بحفظ الله وأمانة بين يديكم.