فوق جبال عاليه وصخور صناعيه عملاقة متوجة بذهب الطبيعة وزهرها البري المنثور على السفوح،،،وقفت رحلة التحري المعدني بفريقنا الجيولوجي المتميز دوما على منحدرا جبليا، وطريق إسفلتي شديد الوعورة وسحيق اسمه نقيل الخرقوق الرابط بين مديرية المواسط ومديرية الشمايتين .محتشدا بالشجر وظلال رداء شروق ذالك اليوم المكتسي طيف الالوان والسحب ،،الذي يبزغ في لحظة من حياة الشمس هناك. في المعتزل البازلتي النقى ،.اتخذت مكاني بالقرب من المحجر القريب من الطريق الإسفلتي واخذت منها العينه همس إليا المدير استاذي الكريم المهندس الجيولوجي احمد التميمي ““المنطقه واعده بخير كثير وصخور صناعيه وإنشائيه نقية أكثر ما توقعنا ““..... وبعد أربع سنوات ... رجعت إلي نفس المكان وكنت لوحدي بدون الفريق الجيولوجي وعند الغروب كانت لحظات من الفراغ والضجر أكثر مما ينبغي ، شحة في الاشياء. الماء والثمر والمشاعر،،المشاعر التي كادت ان تجف ،لولا تمرد الأخيلة على قسوة المكان. الضجر لعنة المواسم والأزمنة. جلست . أريد أتأمل المشهد وحدي،،مشهد الشمس وهي غاربة. سرب من العصافير والفراشات صاعدا من الوادي الأسود السحيق..دار حولي ،ثم تلاشى.. كان مذياع المتور الذي اوصلني للمكان يبث أناشيد وزوامل الحرب،والشمس كقرص ناري متوهج،تختفي خلف قمم جبال الاحيوق البعيده مني .، ،يتكاثف الظلام،وتنبثق اشعة قرمزية فهي آخر ضوء النهار،الذي كان محتدم بالشمس. نسمة أيلول باردة. يحل الظلام ثقيلا، تفترس الروح الكآبة.هذا النزيف اليومي الرتيب،مثل الفيض يتدفق بلا أنقطاع. رائحة الموت تنبعث من جهاز المذياع، وسيول الدم ، تتزامن من واجهته، .!! تدب في المكان كالعادة، ،حركة كائنات الجبل الليلية..عقارب صفراء تخرج من بين الاحجار،تغزو المكان ،الافاعي الطويلة المرعبة،يفضحها فحيحها، وحين تشعر بحركة ما،تزحف هاربة، ومع هروبها تشيع حالة من الخوف والحذر ،اعترتني حالة من الشلل ،وجفاف في الحلق، وهبوط بالضغط،فأنا أخاف هذه الكائنات العدوانية حد الرعب... اندلعت الفوانيس في الأودية وعلى السفوح وفوق القمم وفي المدى. إشاع هذا المشهد، حالة من التأمل والاسترخاء،، واحتفاء المخيلة بالمشهد الشديد الشجن والمشحون بالعاطفة المنفتلة من اسر العزلة وقيودها ،،حلقت كأسراب من الأحلام، حلقت معها ورجعت إلى قريتي مسرعا واثقا بان زيارتي للمكان في المره القادمه لن يكون الا من أجل إقامة محاجر ومصانع إنشائيه يستفيد منها المجتمع وتعالج مشكلة البطاله ولكن بعد إنتهاء الحرب .