كشفت شبكة محامون ضد الفساد، ومن خلال تتبع استقصائي قام به المستشار الاعلامي للشبكة الصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية وقضايا مكافحة الفساد نبيل الشرعبي، بأن أكثر من ملياري رسالة نصية تدعو لبقاء الحرب في اليمن استهدفت بها ثلاث شركات اتصالات يمنية للهاتف النقال مشتركيها خلال فترة الحرب التي تعصف باليمن، ولفت إلى أن هذه الرسائل إذا جرى التعامل معها كرسائل اعلانية فإن اجمالي كلفتها تفوق مليار ريال يمني. وحسب الشرعبي، إن القرار الأممي رقم 2216 والقرارات الخاصة بمعرقلي عملية التسوية السياسية واحلال السلام في اليمن في حال تم اعتماد معاييره فإنه سيشمل شركات الاتصالات اليمنية للهاتف النقال وهي: " سبأفون_ يمن موبايل_ إم تي إن". نبيل الشرعبي وهو المستشار الاعلامي لشبكة محامون ضد الفساد، وفي مجال تخصصه وتوجه الشبكة، قام بتتبع استقصائي في هذا المجال وكانت النتيجة كالتالي: 1- شركة سبأفون للهاتف النقال اليمنية تعمل على دعم استمرار الحرب في اليمن والقضاء على مبادرات السلام من خلال ما تبعثه لمشتركيها من رسائل لدعم المجهود الحربي والتعبئة الشعبية والتصنيع العسكري وغير ذلك من الرسائل الداعمة لتغذية واستمرار الحرب. خلال فترة تمتد من 15_6_2018 وحتى تاريخ 4_11_2018، وصل عدد الرسائل التي بعثتها لكل مشترك على حدة 18 رسالة تدعو فيها لدعم المجهود الحربي والتعبئة الشعبية والتصنيع العسكري..إلخ.. أي بمعدل رسالة كل 7 أيام و16.5 تدعو فيها لدعم استمرار الحرب وقتل اليمنيين بعضهم البعض. ما يزيد على 72 مليون رسالة نصية بعثتها شركة سبأفون للهاتف النقال لمشتركيها الذين يقدرون بأكثر من 4 ملايين مشترك، خلال نفس الفترة، وهذه الرسائل وبأي شكل من الأشكال تؤيد استمرار الحرب في اليمن غير مبالية بما وصل إليه البلد من سقوط مريع لكل النواحي وصار يُصنف أفقر وأتعس بلد وزيادة على ذلك صار يُصنف ضمن قائمة أخطر 10 بلدان على مستوى العالم على حياة البشر وغير ذلك من التوصيفات التي قذفة به إلى قعر الجحيم. أكثر من 288 مليون ريال يمني، مقدار ما أسهمة به شركة سبأفون للهاتف النقال لدعم استمرار الحرب في اليمن خلال فترة 4 أشهر و19 يوم فقط من عامنا الجاري 2018، وأكثر من 72 مليون رسالة تدعو اليمنيين وتحضهم على الاقتتال من خلال رسالها الداعية لدعم الآلة العسكرية التي تقتل اليمنيين وتدمر البلد. 2- شركة يمن موبايل للهاتف النقال هي الآخرى أحد الأطراف الداعمة لاستمرار الحرب في اليمن فخلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر من عامنا الجاري 2018 أرسلت لكل مشترك من مشتركيها على حدة حوالي 40 رسالة تدعو لدعم التصنيع والمجهود الحربي وإلخ. حوالي 200 مليون رسالة بعثتها شركة يمن موبايل لمشركيها الذين يزيدون على خمسة ملايين مشترك خلال لا تتجاوز 6 أشهر، بمعدل رسالة كل 4 أيام و6 ساعات تدعو فيها لدعم استمرار الحرب في اليمن. ما يزيد على 800 مليون ريال يمني مقدار اسهام يمن موبايل لدعم استمرار الحرب في اليمن خلال فترة 170 يوم من العام الجاري 2018، دون أي اعتبار للجهود العالمية والمطالب المحلية لإنهاء الاقتتال في اليمن واحلال السلام، وكذلك دون إعارة ما وصل إليه البلد من تشظي أي اهتمام. 3_ شركة إم تي إن هي الآخرى لم تشذ عن سابقتها بل تقوم بنفس الدور، وخلال ذات الفترة اسهمت بما يربو على 250 مليون ريال يمني لدعم استمرار الحرب في اليمن عبر إرسالها رسائل لمشتركيها الذين يزيدون على 3.5 ملايين مشترك تدعوهم للتبرع للتصنيع والمجهود الحربي. ما يقارب مليار ونصف المليار ريال متوسط إجمالي الدعم الموجه من شركات الاتصالات اليمنية "سبأفون_ يمن موبايل_ إم تي إن"، خلال أقل من 6 أشهر من عامنا الجاري 2018، للمطالبة باستمرار الحرب في اليمن. وقياساً على هذه الفترة وعلى مدى ما يقارب ال 4 سنوات من الحرب وقيام شركات الاتصالات اليمنية النقالة بتقديم نفس الخدمة الداعمة لاستمرار الحرب فإن اجمالي ما اسهمت به عبر هذه الخدمة كرسائل تفوق ملياري رسالة وعند تحويلها إلى قيمة مادية ستكون بما يفوق 12مليار ريال يمني. إن ما يفوق على ملياري رسالة خلال 4 سنوات تحث على دعم الحرب كفيلة بتدمير مجتمعات دول عدة وليس مجتمع بلد واحد وكاليمن. وتسأل الشرعبي وهو ايضا عضو فريق التسيير بشبكة محامون ضد الفساد، ألم يكن الآحرى على شركات الاتصالات هذه تخصيص هذا الكم من الرسائل للمواطنيين اليمنيين وتحديدآ الواقعيين ضمن جغرافيا الحرب للتواصل مع ذويهم كجزء مما يتوجب عليها من مسئولية اجتماعية. ويستدرك الشرعبي لكن هذه الشركات مجتمعة فضلة أن تسهم في دعم استمرار الحرب في اليمن، وتفكيك النسيج المجتمعي اليمني، ولم تراعي خصوصية المشتركيين التواقيين ليمن بلا حرب.. يمن يسوده السلام والأمن والاستقرار بعيدآ عن رغبات المتصارعيين، وهو ما يستوجب ايقاف هذا العبث والدعم الذي تقدمه شركات الاتصالات اليمنية النقالة سالفة الذكر أين كان ما سيصدر عنها من مبرر او ضغوط فهي محكومة بقانون وليس برغبة وتوجيه من طرف أو جماعة. وقال المستشار الاعلامي لشبكة محامون ضد الفساد إن شركات الاتصالات هذه مطالبة وبأسرع وقت بالاعتذار للمجتمع اليمني عما اسهمة به لدعم استمرار الحرب، علاوة على أنها ملزمة بجبر الضرر الذي تسببت به من خلال ما تبثه من رسائل تدعو لبقاء الحرب في اليمن، وتؤيد الحرب وتشرعن لها من خلال رسائلها التي توحي بأنها تحتفي بالحرب واقتتال اليمنيين وتدمير البلد، وهذا الحق لا يسقط عليها بالتقادم ولا يمكن التغاضي عنه كونها غدت طرف في تأجيج الحرب في اليمن، ويجب أن تُدرج ضمن قائمة مُعرقلي عملية السلام والخروج من حالة الحرب إلى فضاء السلام والاستقرار. بلاغ: واعتبر الصحفي الشرعبي هذا بلاغ رسمي وعاجل للأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اليمن غريفيتش وكل الجهات الدولية الداعمة لإحلال السلام في اليمن لاتخاذ الإجراءات القانونية وبصورة عاجلة تجاه هذه الشركات التي غدت جزء من منظومة تأجيج واستمرار الحرب وافشال السلام، ونحمل المبعوث الدولي إلى اليمن كامل المسئولية على تجاهل هذا البلاغ. ملف متكامل: من جهته قال أمين عام شبكة محامون ضد الفساد، الناشط والحقوقي طارق عبدالله، إن قيادة الشبكة تولي هذه القضية اهتمام كبير، وأنها تتشاور مع فريق الشبكة للخروج بآلية تتناسب وحجم القضية للتعاطي معها والوصول بها إلى صناع القرار رعاة المصالحة اليمنية والمبعوث الأممي إلى اليمن جريفيت غريفيتش.
وأضاف بأن الشبكة ممثلة بفريقها قد اجمعت على التوسع في استقصاء ورصد كافة الممارسات والأنشطة التي تنتهج أساليب تدعم بقاء استمرار الحرب في اليمن، وجمع كل ما ستتوصل إليه في هذا السياق ضمن ملف خاص والترافع به أمام القضاء الدولي والقائميين على حماية حقوق الإنسان والقوانيين التي تجرم كافة الأنشطة التي تسهم في دعم وشرعنة الحروب والصراعات التي تفتك بالمجتمعات الإنسانية.