كتبتي واصفةً لما يحدث بيني وبينكِ بأنه الشئ الذي لم يحدث في قلبكِ من قبل... وفي خضم هذا الوصف نسيت أنا أن أقرأ حروف التمويه التي كُتِبت ماقبل الوصف ولم أكن لأفسر بان كلمة (ربما قد يكون) تحتمل لألف تفسير وتأويل . لايهمني كثر راحلوك في العصور التي قبلي ، لاتهمني دموعك التي سُكِبت ولم تكفي ، لاتهمني أوجاعك ولايهمني كبيرها المؤسف آنذاك .
سأحدثكِ وأتجاهل الجميع ان كانوا -فيما مضى- يحدثون الجميع ويتجاهلونكِ من أحاديثهم . لم أجرح أحداً ولم أتعمد خدش كرامته وما أنا إلا بلسم فبالله عليكِ قولي لي كيف للبلسم أن يكون يوما جرحا .
كنتِ على أحر من الجمر في ضفاف الأنتظار وشطآن الأنتقام ، كنتِ في أنتظار أن يحبك رجلاً لكي تنعمي بلذة الأنتقام ولتحظي بفرص قهر الرجال كما قهروك وكنتُ أنا المقهور الذي لاذنب له في أوجاعكِ ومآسيكِ وكنتُ أنا أول القادمين في ضفاف أنتظارك وشطآن أنتقامك وكنتُ أنا أول الخاشقجيين في قنصليتكِ المجروحة. وبعد أن قطع سعادة -القنصل الموجود بداخلك- قلبي بمنشار ثأراتكِ هل شُفي مافي صدركِ ! وهل برد مافي كبدكِ من حرقة !
خرجت وكالة أنباءك الرسمية (يأس) لتتحدث للعالم عن حادثة القنصلية بروايات كاذبة وبتصاريح حملت في طياتها الكثير من المغالطات التاريخية والأحداث التخيلية التي ليس لها أي صلة بالواقع الملموس والمحسوس لا من قريب ولا من بعيد .
أراقب قنواتكِ الأخبارية لأكتشف حجم التظليل الذي تمارسيه وتبديه للأخرين كما لوأنكِ تعيشي في عصور أخرى وبقلب أخر مثالي .
كل ذلك غفرته لكِ وسأغفر لكِ دن ذلك إلا أن تشركي بحبي أحدا -فهذا الجرم الذي لايغتفر والذنب الذي لايتطهر والخطئية التي لاتمحى - .
لم يكن عقلي الباطني ليصدق موت قلبي الذي يحبك داخل القنصلية إلا بعد شرككِ بحبي ، عندها أستوعب وصدّقَ وأيقنَ .. وهو الآن من يطالب بأستعادة جثماين قلبي الطاهره والمغتالة داخل أسوار قنصليتكِ المجروحة لتُدفن في بقيع حياتي .
أيها الشركاء شركاء الحب الجدد القادمون من الخلف في ضفاف الأنتظار وشطآن الأنتقام مرحباً بكم في رحاب قنصلية الجرح الأعظم ، هل سمعتم بحكاية القلب الخاشقجي ! هل سمعتم بمناشير الثأر التي داخلها ! أياكم والدخول في الحال ... غادروا مسرعين اني لكم من الناصحين ، وبلغوا عني كل أولئك القادمون الجدد من الخلف في ضفاف الأنتظار وشطآن الأنتقام .