ستدركون لاحقاً أن بعضهم صناعة خارجية ومحلية ، الهدف منها إحداث ضجيج وفوضى لمصالح ومآرب شخصية.. وحين تنتهي صلاحية هؤلاء (سيركلونهم) دون رحمة أو شفقة،ولكن حينها لن يكون لهم وطنٌ يؤويهم أو أخ يواسيهم،أو صديق يخفف عنهم.. سيساقون إلى (مزبلة) التاريخ وإلى مخلفات الشعوب وسيمضي الكل في حين سيضل هؤلاء يندبون حظهم وينوحون كالثكلى على ماضيهم، بل وينشدونه ولكن أنى لهم هذا؟!. صناعة الأبطال والورقيين والهلاميين والقادة من العدم ثم نفخ روح الوطنية الزائفة في أجسادهم (المتشبعة) بالحرام إنما هو كقصر شُيد فوق رمالٍ متحركة ستهوي به الرياح والأيام في مكانٍ سحيق.. وبالمقابل إذكاء نار الحرب وإشعال فتيلها بينهم وبين الرجال والأفذاذ بخلق مسميات وتوجهات وأحزاب وإنتماءات وشعارات زائفة جوفاء،ووطنية منهم (براء) هو الغباء بعينه، وهو من يأكل في أجساد الشعوب والأوطان كما تأكل الأكلة في المنازل.. ومع هذا وذاك صدّق هؤلاء أنهم وطنيون أو أنهم قادة (خارقون) بينما هم يدركون أنهم مسيّرون بالريموت كنترول وفق ماتقضتيه حاجة أسياد المال وأرباب النعمة والجاة، والأدهى من هذا وذاك أن المطبلين آمنوا بقدرات هؤلاء الخارقة،فمجدوهم، وقدسوهم ، وعظموهم، ومن أجلهم حاربوا كل من عارضهم.. غباء ليس بعدهُ غباء، (نفرّعن) البعض ونعجل منهم (آلهة) يسيرون على الأرض ومن أجلهم نقتتل وندمر ونسفك الدماء، ونخلق الشحناء والعداء فيما بيننا، وكل هذا وذاك تحت مسمى الولاء والبراء، ولم نعلم أنهم يبيعون الوهم ولا شيء غير الوهم.. في زمننا هذا باتت صناعة الأبطال والأحلام والأوطان رائجة، أتدرون لماذا..؟ لأننا أعطينا السابقين والأصنام ثقة عمياء فتهاوت تلك الثقة،وبتنا كحال (الغريق) يتعلق بقشة لينجو، دون أن ندرك أننا ندمر أوطاننا ونقتل شعوبنا.. أفيقوا أيها الزائفون تحت أيادي (النحاتين) والأقلام الرخيصة،حين يستعيد الوطن عافيته سيلفظكم، وسينتزعكم من بين ظهرانيه،وعودوا إلى رشدكم، فالولاء لله أولاً ثم للدين، ثم للأوطان، ودعوا عنكم الزائفين أرباب المال.. والله من وراء القصد..