أكد مختصون في الشأن الأمني والسياسي، أن ما تضمنه بيان دول التحالف العربي، السبت يعد نجاحاً كبيراً وتقدماً في الاستراتيجيه الحربية لدول التحالف في حرب اليمن باعتماد المملكة والإمارات على أنفسهم في تزويد طائرات التحالف بالوقود أثناء تحليقها في الجو. وأشاروا في حديثهم ل"الرياض"، أن بيان دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن خطوة مميزة لدول التحالف، ويكشف مدى التطور، والمهنية التي تشهدها السعودية ودول التحالف في أسلحتها الجوية ولا داعي لاستخدام غيرنا للقيام بهذا الأداء. وقال الخبير الأمني الدكتور محمد الهدلاء، إن ما تصمنه البيان يعد نجاحاً كبيراً وتقدماً في الاستراتيجية الحربية لدول التحالف في حرب اليمن بالاعتماد السعودي والإماراتي على أنفسهم في تزويد طائرات التحالف بالوقود أثناء تحليقها في الجو وهي تؤدي دورها. وقال إن هذه الخطوة الرائدة التي تنم وتضاف إلى دول التحالف الذي تقوده السعودية التي تمتلك أكبر أسطول جوي ملكي في الشرق الأوسط، ورابع قوة جوية في العالم، مشيراً إلى أن هذا إنجازاً كبيراً يضاف لإنجازات المملكة التي تقود تحالف الشرعية في اليمن، وخاصة الإمارات الشقيقة والتي تمتلك أيضاً قوة في هذا المجال لتزود الطائرات بالوقود. وتابع: "نقدر، ونشكر الحليف القوي في هذا التحالف الجانب الأميركي الذي كان يؤدي الدور قبل طلب دول التحالف بوقف هذه المهمه، واعتمادهم على أنفسهم". ولفت إلى أن هذا التطور يعد نوعياً، وغير مسبوق في الشرق الأوسط بأن تمتلك دولتان عربيتان خليجيتان هذه النوعية من الطائرات التي تنضم إلى أسطولهم الجوي الزاخر بوسائل التطور والتقدم وخاصة في هذه الحرب التي أوشكت على الانتهاء، وعودة اليمن إلى وضعه الطبيعي في ظل حصار الحوثيين الآن في معركة الحسم، وكسر العظم، الحديدة الشريان الرئيس الذي يغذي الحوثي ويدعمه من إيران.
كما وأوضح عضو مجلس الشورى السابق والخبير الاقتصادي الدكتور وليد عرب هاشم، أن الحرب في اليمن ومنذ بدايتها شهدت طلعات حربية بشكل شبه يومي، وتصل في بعض الأحيان إلى عشرات الطلعات، مشيراً الى أنه ولله الحمد هذه الآلاف من الطلعات الجوية للمقاتلات السعودية لم نفقد منها سوى واحدة أو اثنيتن بحسب الإحصائيات الصادرة سابقاً. وقال إن هذا السجل، والأداء المشرف لقوات التحالف يظهر الإمكانيات المميزة لقواتنا الجوية، موضحاً أن مثل هذا السجل يضاهي أكبر الدول استعداداً وخبرةً وتقدماً في هذا المجال، وهذا بفضل الله ثم بفضل التدريب، والتعليم بسواعد أبناء المملكة للضباط والطيارين في السلاح الجوي. وأضاف: "لا يمكن لأحد أن يطلع على هذا السجل إلا ويضعه أعلى سجلات دول العالم امتيازاً، وتطوراً في المجال الجوي العسكري". وأشار إلى أن قرار دول التحالف إيقاف التزود بالوقود من قبل الجانب الأميركي خطوة مميزة لدول التحالف، ويكشف مدى التطور، والمهنية التي تشهده المملكة ودول التحالف في أسلحتها الجوية.
وأكدت الخبيرة الاستراتيجية الدكتورة نوف بنت عبدالعزيز الغامدي، أن القرار رسالة واضحة بأن المملكة لديها القدرة على إدارة المعارك دون مساعدة أحد، إنّ قرار الاعتماد على طائرات التزود بالوقود الجوي، قرار يعطي المملكة قوة وحريه لإدارة مسرح العمليات اليمني ويستبق أي قرار أميركي لإيقاف طائرات التزويد الأميركية، وعلى أي حال طائرات التحالف التي تحتاج إلى تزويد جوي قليلة جداً. لم يأت طلب التحالف وقف تزويد طائراته بالوقود جواً من الجانب الأميركي في العمليات الحربية باليمن مصادفة، وذلك لما تمتلكه المملكة من قوات عسكرية ضخمة وطائرات مزوّدة بأحدث التقنيات العالمية وقدرات ذاتية عالية المستوى من الكفاءة والتدريب، جعل ذلك القوات الجوية السعودية إحدى أبرز القوات العربية بالمنطقة، ومعه سجلت السعودية رابع دولة إنفاقاً على التسليح العسكري وتحديث المعدات والآليات بما في ذلك الطائرات الحربية متعددة المهام من الهجوم والاعتراض وطائرات التزوّد بالوقود. وأضافت أن القوات الجوية السعودية تمتلك أسطول طائرات للتزود بالوقود جواً مكوّناً من 23 طائرة، ومن بين هذه الطائرات ست طائرات يتم تشغيلها حالياً في معارك اليمن، وهي من نوع (إيرباص 330 إم. آر. تي. تي" Airbus 330 (MRTT)، وهي طائرة نقل متعددة المهام قادرة على حمل 45 طناً من المعدات أو 111 طناً من الوقود.
وأشارت إلى أن أهم بنود رؤية السعودية 2030 توطين صناعة الطائرات وتدريب الكفاءات السعودية في هذا المجال الحيوي وتقنيات الصواريخ والمعدات العسكرية لتوفير مئات الوظائف ونقل تجارب الدول المصنعة للسلاح للسعودية، ولعلّ ولي العهد في جولاته الخارجية الأخيرة ركّز على توطين صناعة السلاح لجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة عسكرياً وبصناعة محلية تسابق العالم. وقالت: "ولم يخلُ قرار وقف التزود بالوقود من "واشنطن" من رسائله السياسة من جاهزية الجيش السعودي والقوات الجوية للعمل بما لديها من تجهيزات محلية مدربة ومستعدة لتزويد المقاتلات السعودية بالوقود في طلعاتها الجوية".