دائما القيادات العسكرية الجنوبية حين ترسم لنفسها أهداف معينة تضع نفسها شرطا أساسيا لتحقيق تلك الأهداف دون أن يكون للاستراتيجية غاية وما عدا ذلك تعتبر وسيلة ,وإن أبعدت أو ثبط نشاطها تسببت في القاء الهدف نهائيا وهذا من ميزات قادتنا وما ينقص من الحنكة التي جبلوا عليها كقادة بواسل . تشكلت جمعية المتقاعدين الجنوبيين ككيان يجمع كل حقوق الجيش الجنوبي المحال إلى التقاعد قسرا وظلما ورفاقهم الأخرين المظلومين المتقاعدين قبل وحدة 22مايو90م التي عطلت اضافة إلى حرب 94م مستحقاتهم والشهداء والمتوفين الذي تسبب الفساد الإداري الناتج عن الوحدة والحرب في عدم التعامل معهم بصفة سوية أسوة والقوانين المعمول بها مع اقرانهم في المحافظات الشمالية , وقد كانت بمثابة نقابة موكلة للدفاع عن كل الحقوق العسكرية والسياسية للمتقاعدين بما فيهم من قضوا نحبهم في مختلف الظروف الطبيعية وغير الطبيعية ومن كان الوهن سببا أيضا في عدم قدرتهم على متابعة حقوقهم في متاهات صنعاء وأروقة وتشعبات وزارة الدفاع اليمنية . بعد برهة من التشكيل لم تستطيع الجمعية أن تتواءم في طياتها مع الجانب الحقوقي والسياسي فتعارض كل منهما مع الآخر مع ركود المشهد السياسي وحالة التشدد الغوغائي لدى بعض الدعوات التي أنعكس تأثيرها سلبا على حقوق المتقاعدين وقد فوتت الجمعية فرص لعقد تسويات وتقييم للكثيرين ممن ظلموا وتسبب الظلم في ضرر لأسرهم ومن يعولونهم وليست من فرصة كان يمكن استغلالها كتلك التي ذهب بها رئيس الجمعية إلى صنعاء وخاض قياداتها معارك للحوار الذي رفضه كل الشعب الجنوبي والمتقاعدين أنفسهم وكل المستفيدين من الضمان الاجتماعي - أسر الشهداء والمتوفيين – كان بمقدورهم أن ينتزعوا العديد من الحقوق في كل المجالات التي حرم منها المتقاعدين ولكن ظل الجانب السياسي هو الأبرز بينما تتراجع قدرة المتقاعدين وذويهم في الاستمرار في مجاراة الأوضاع التي تمر بها البلاد وتسبب في يأس الكثيرين عندما راو أن من وكلوهم يلهثون وراء المناصب وتحقيق أهدافهم الخاصة في تسوية أوضاعهم والمناصب التي تحصلوا عليها بينما قضية المتقاعدين التي يفترض أن يمثلوها هي قضية تحل كمنظومة واحدة . كتبنا عن المتقاعدين الكثير وخاطبنا قيادات عسكرية كبيرة بشأنهم وعن إقفالهم لحقوق المسحوقين من متقاعدين لا يتحصلوا سوى على 25و30 الف ريال وعن أولئك الشهداء والمتوفين الذي يفترض أن يتحصلوا على 50% من كل زيادة يتحصل عليها رفاقهم الذين يحملون نفس رتبهم ممن هم فوق الواجب . بعد أن تحررت مناطق الجنوب واستطاع المتنفذين أو بالأصح حتى لانظلم بعض الشرفاء ,القادرين على استخراج "سلط" لضمهم وعودتهم فوق الواجب حدثت هيكلة للجيش اليمني عامة حيث تحصل الجميع على زيادة 100% بما يعادل 180الف ريال للعقداء وأقل منها بقليل للرتب الأصغر وقد نجح في ذلك كما أسلفت الذين ضمت أسمائهم مع الشرعية وكان لقادة جمعية المتقاعدين أن تحصلوا على تسويات ومنهم من أصبح قياديا في الشرعية وهي الفرصة الثانية التي لم يتم التعامل بها بإخلاص وأمانة تجاه من وكلهم بحيث حرم حتى اللحظة المتقاعدين من ال50% التي يجب أن ينالوها وفقا وقانون الضمان الاجتماعي للمؤسسة العسكرية . بعد ذلك تغير مسمى جمعية المتقاعدين الجنوبيين إلى الهيئة الجنوبية للجيش الجنوبي وكل من هم في رئاستها شخصيات مخضرمة ويحضون بالتبجيل والتقدير و التساؤل هو لماذا؟ هل أنه لم يعد هناك متقاعدين ؟. بحسب تقديمي للتساؤل لدى قيادات الهيئة يؤكدون أن المتقاعدين جزء من الهيئة الجنوبية وهذا جميل جدا ولكن كل البيانات الصادرة عنها منذ تأسيسها لا تخرج عن المطالبة بانتظام صرف المرتبات والمرتبات المتأخرة وهذه للفئة التي هي ضمن هيكل الأجور للذين سويت رواتبهم دون أن تتم الإشارة للمتقاعدين أو عودة رواتب المتقاعدين من دائرة الضمان الاجتماعي إلى دائرة شؤون الضباط والأفراد حتى يقيم راتبهم بشكل صح فمنذ سنوات كل ما تحصل عليه المتقاعدين هو ريالات فقط ولم تشملهم أي زيادة منذ أكثر من ثمان سنوات والزيادة التي يتحصل عليها المتقاعد يتم الالتفاف عليها بحيث يحصل على 50% من راتبه اسميا ولكن الحقيقة أن الخصومات تبقي له ما يقارب ال 20% من راتبه لذلك نلاحظ ان رواتب المتقاعدين لم يطرأ عليها تحسن والمفترض أن الزيادة هي 50% من ما يتقاضاه قرينه الذي يعمل فوق الواجب . بيان الوقفة الاحتجاجية الأخير والمنبثق عن اللجنة التي قابلت رئيس الوزراء د. معين عبدالملك أتى مخيب لآمال المتقاعدين فاللجنة أعطت كل الثقل والأهمية لا نتظام صرف الرواتب والرواتب المتأخرة وارجت قضايا أخرى باعتبارها في ذيل الأهمية إلى أن يتم معالجة هاتين الفقرتان إذ لم تعتبر أن كل النقاط بما فيها قضية المتقاعدين ذات الأهمية كمنظومة متكاملة تحل جذريا دون تأخير أو محاباة . مع التأكيد إلى أن ما أتخذ من أسلوب في المعالجة إن عجل في تنفيذه يستحق التقدير والثناء لعمل الهيئة الجنوبية العليا للجيش الجنوبي وتوضيحها للمشكلة للجانب الحكومي واللجنة المنبثقة عنها وإعطاء المتقاعدين مساحة كافية في عملها ومناقشة كل مظالهم فقد شيدت دولة الجنوب بسواعدهم وعرقهم ودمائهم وكان لهم ما كان في نماء الوحدة التي اكتووا بنار حبهم لها .