لست مطبلا لأي جهة و لايهمني غضب أخرين لرغبة تتأجج في صدورهم بأن تبقى عدن فاشلة و في منظر المريض ،القذر، المتدهور، المهمل، فقط لمجرد النيل من الخصم الأخر.. و لست أشمت في شخص تولى المسؤلية و غادر و لست أمتدح أخر قدم ليخلفه، فلكل سيئاته و إيجابيته التي سيتحاسب بها أمام ربه وحيداً و ليس مع أطقمه العسكرية و ليس برفقة حراسته الشخصية الشداد الغلاظ ذوي السحنات العابسة.. قلمي ينضح صادقا لأجل حبيبتي عدن و أهلي فيها، غير منحازا و ليس بإيعاز خارجي.. أكتب فقط تحت تأثير واحد و هو ما ارأه اليوم من عودة لوتيرة الأشغال في ترميم شوارع المدينة و تنظيف بعض مديرياتها و إعادة تشجير الجزر التي تفصل الشوارع و تشجير الجولات أيضاً و تنظيفها، مع ملاحظة تحمل أشد أنواع العتاب للمقصرين الذي يصل بعضهم إلى طور السكون و الخمول الكلي، من مسؤولي بعض المديريات الأخرى، الذين ندعوهم بأن يشعروا بالغيرة و الخجل و يستشعروا المسؤولية و يعملوا على تحليل رواتبهم و يتفاعلوا مع مايحدث حولهم في المديريات أخرى.. و ليستفز كل مسؤول نفسه قبل طاقمه و ضميره قبل هممه و أمانته قبل عمله و نزاهته قبل كرسيه، و يشرع في المساهمة و وضع بصمات المخلصين المحبين لأجل الحبيبة عدن و فقط لأجلها و لأجل أهلها الطيبين بعيداً عن كل المصالح الشخصية و حتى الجهوية و غيرها.. و لأحظت أيضاً إرتفاع وتيرة العمل في ميناء عدن من خلال نجاحه في إستقبال سفينة تحمل آلاف السيارات و بطاقم عمل و كادر محلي مائة في المائة و سمعت بأن هناك العديد من الشركات التي أعادت إدراج ميناء عدن ضمن خططها ضمن خطوط الملاحة التي تمر عبرها، و ذلك نتيجة للثقة التي إكتسبها هذا الميناء و بالتأكيد لم يأتي ذلك من فراغ.. و كذلك عودة الروح لمشروع مستشفى عدن و إكمال إنجازه بدعم من الصندوق السعودي للتنمية ليكون صرحا أخر في إمتداد جمال عدن الرباني.. و مانلمس أيضاً من نتائج تعافي الريال أمام العملات الأجنبية الذي نتمنى له الإستمرار و الثبات عند مستوى يعيد الحياة لرواتبنا التي دخلت حالة الأنعاش و أوشكت على أن تتوقف و بها تتوقف حياة الكفاف الطبيعية.. تحت تأثير ذلك ضخت لترات الدماء في جسدي لتسري في عروقي تحمل حياة جديدة للأمل في قلبي! لانهتم كيف يختلف رجال السياسة و لكنا لانريدهم أن يأذونا و لا يضروا مدينتنا بتعطيل ممنهج لإقتصادها أو سياحتها أو تعليمها و تشويه وجهها الوضاح بسبب خلافتهم العقيمة التي لاتؤدي إلى السقوط و الإنهيار.. بل نحثهم أن يبذلوا الجهود في تنافسهم في سباق شريف لإثبات من الأحسن وليس مثلما كأن يحدث أن كل طرف يسعى ليثبت أن الآخر هو الأسوء و الشرير، بينما هو لايقدم إلا الثرثرة و تصيد الأخطاء في مواقع التواصل الإجتماعي و غيرها من الوسائل التي أصبحت وسائل إحباط وهدم و تعذيب للمواطنين حتى وصلنا إلى حالة الغرق الجماعي الذي لن يستثني أحد و لن يفيد إلا تجار الحروب و الأزمات! أشعر أن عجلة التنمية بدأت في الدوران و أدعو الله أن لا تستفز في ضجيج دورانها مسامع ذوي المصالح الضيقة و الفاسدين فيسعوا لإيقافها لمآربهم الشيطانية.. نبيل محمد العمودي