يترك الكثير من الناس مسقط رؤوسهم و يذهبون للبحث عن عمل في بلاد الغربة لأسباب كثيرة أهمها عدم تمكنهم من العيش عيشة كريمة في أوطانهم، فقد تطول إقامتهم في الغربة، و قد يكوّنون أسر و ينخرطون في المجتمع الجديد، و يبقون في الغربة حتى الموت. و لكن الأقسى عندما يحس الإنسان بالغربة في وطنه، فتصبح غياب العدالة في الوطن غربة، و عدم الحرية في الوطن غربة، كذلك الفقر فى الوطن غربة، و الظلم فى الوطن غربة. الفساد في الوطن غربة، اللصوص الذي يعيشون في القصور و يسرقون خيرات الشعب فى الوطن غربة، توزيع المناصب على أبناء البطة البيضاء و تُحرم على المواطن فى الوطن غربة . كل هذه اوجاع غربة الوطن الذي تضطر المواطن لترك وطنه مغصوباً، و الذهاب للعيش في بلد الغربة الذي رحبته و أكرمته بالعيش الكريم و تكوين اسرة سعيدة تنعم بهواء حر، لهذا يكون وطن الغربة أجمل، و نصل الى قناعة بأن الشعور بالأمن في الغربة وطن. و الشعور بالظلم فى الوطن غربة، الشعور بالغنى فى الغربة وطن، و الشعور بالفقر و الفاقة فى الوطن غربة، و الشعور بحب و عطف الناس فى الغربة وطن، و الشعور بالحقد بالكراهية و البغضاء فى الوطن غربة . لهذا انا امقت من يصف المغترب بأن تأثير الاقامة في بلد الغربة قد تغير من اهداف المغترب لمجاملة بلد الغربة، فهل يدرك الناس ان الغربة فاجعة يتم إدراكها على مراحل. و لا ارى سبباً في النّاس ليحسدوك على شيءٍ لا يستحقّ الحسد؛ لأنّ متاعهم هو سقوط متاعك، حتّى على الغربة يحسدونك، كأنّما التشرّد مكسب و عليك أن تدفع ضريبته نقداً و حقداً. و لنا في سيدنا رسول الله أسوة حسنة عندما غادر وطنه الذي يحبه و هي "مكة" متوجهاً الى المدينةالمنورة، حينها بكى صلّ الله عليه و سلم و نظر الى مكة نظرة حزينة و قال كلمته المشهورة “و الله إنك لأحب بلاد الله الى الله و أحب بلاد الله الى نفسي و لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت”. نسأل الله العفو و العافية.. الدكتور علي محمد جارالله السادس من ديسمبر 2018م