يعتدون يومياً على أبناء غزة و لا أحد يقول اليهودية دين الإرهاب.. يكدسون أسلحتهم المدمرة بكل أنواعها على أراضينا و في بلداننا.. يرسلون جنودهم إلى أي بلد يريد أن يتنفس حريته بعيدا عن طوقهم فيقمعونه و يتأمرون على رئيسه و يسقطون حكومته.. هاهم في اليمن يدللون عصابة الحوثيين الإرهابية.. مليشيات إختطفت السلطة و سفكت الدماء و سطت على الثروات و زرعت الألغام و فجرت البيوت و مع ذلك ترسل لهم المعونات و الطائرات الخاصة و ينقلون من بلد إلى بلد.. تدهلوا في شؤون كل البلدان الضعيفة بغض النظر عن تقيمها، هاجموا فنزويلا، هاجموا أفغانستان هاجموا بلداننا و دمروها في ليبيا و سوريا و مصر و اليمن.. يتدخلون في كل بلد بمبعوثيهم الخاصين و يدولون الأزمات فتتفاقم و تطول و تصبح مسلسلات مكسيكية مملة، لا يستثمرها إلا هم و لا يستفاد منها إلا هم مع تحار الحروب من مرتزقة تلك الدول.. تفقد شعوبنا حياتها الطبيعية بسبب حصارهم لنا و منعهم لنا من دخول بلدانهم بينما نحن نمنحهم كل الإمتيازات يرتعون بيننا لا شيء يردعهم بل و يصبحون الأمر الناهي علينا و في بلداننا.. و مع كل هذا الغرور و التكبر إو الظلم إلا أنهم يتهمونا بالإرهاب.. هم من زرعوا الإرهابيين و المنظمات الإرهابية.. تلك الفيديوهات التي ترتجف خوفاً من بطشهم رصدت جنودهم و هم ينفذون عمليات قتل و تنكيل في عمق أراضينا و مع ذلك هم من يتهمنا بالإرهاب.. فمن هو الإرهابي نحن و ضعفنا و جوعنا و للأسف تأمرنا على بعضنا، أم هم الذين يزرعون الفتن و الشقاق بيننا ليتغلغلوا بيننا و يجعلونا عبيدا لهم حتى إلى ماشاء الله؟! في موضوعي هذا الذي إستوحيت فكرته من خطبة الجمعة من كلمات ثمينة لخطيب مفوه الله يحفظه و يبعد عنه المتربصين، هنالك ثلاث رسائل لثلاث حالات: الأولى: موجهة لأمثالي، الذين للأسف يجهلون الكثير من تفسير الآيات و لكننا مع ذلك لانشك بها، بل نؤمن أنها لايمكن أن تحمل غير الخير و السلام، فنسلم بها، رغم تأثيرها علينا، فنسأل عن مقصدها و نعجز في الرد على من يسيء إستخدمها كحجج يتطاول بها على القرآن مستغلا جهلنا.. الثانية: موجهة للعلمانيين و المتمردين و ضعفاء الإيمان و الذين يسقطون سريعا و للأسف بعضهم بفرح و تفاخر، في شراك المغرضين و المرجفين، ينجذبون إليهم كإنجذاب الفراشة إلى النار، ظنا منهم أنهم إكتشفوا الحقيقة و رأوا الضوء و في الحقيقة أنهم إنما زادوا عمى و ضياع.. الثالثة: تطمينيئة وموجهة إلى المشركين و الكفار بأن دين الإسلام لم يأتي لقتلهم لمجرد عقيدتهم و ترك لهم حرية إختيارهم بشرط أن لا يعتدوا على المسلمين بعبارة وردت في القرآن لا لبس فيها لا إكراه في الدين.. و قد جاء الإسلام لنشر السلام و المحبة، و لكن من يعتدي عليه فأولئك يصنفون بفئة المقاتلين و وجب قتالهم، مثلما جاء في القرآن في آيات القتال.. و كثيرا ما جند و حاول المغرضون و المرجفون و أعداء الدين الذين إجتزوا من الآيات مايبغونه لإدانة الإسلام و إظهاره بأنه آلة تدمير و قتل و سفك دماء و إرهاب، و تركوا عن قصد مايكمل معناها، تداول المغرضون قوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ و تغافلوا عن الآية التي قبلها في قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ روجوا بخبث لقوله تعالى: {فَإذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ...} و لايريدون الإستماع لحقيقة أن هذه الآية جاءت لتحث المجاهدين في إستخدام الشدة و الغلظة مع المقاتلين الكفار أثناء المعركة و ليس تحريض ضد من لم يحارب و يشترك في العدوان حتى يرتدعوا ويتركوا ظلمهم وطغيانهم فينتهوا عن معاودة الإعتداء على حرمات الآمنين، والوقوف في وجه الحق ومحاربتهم له. و يتغافل أولئك الذين يسعون لتشويه دين الإسلام، مواطن كثيرة نجد فيها القرآن يدعو للتسامح و نشر السلام و العلاقة الحسنة المبنية على العلاقات المتكافئة والعدل بين المسلم وغير المسلم غير المحارب، فيقول: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ لايريدون أن يذكروا آية مثل قول الله تعالى: وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ لقد تعرض رسول الله لأذى الكفار و إستفزاز أئمة الكفر و على رأسهم أبي أبن خلف و ابي جهل و عقبة بن أبي معيط.. و أحدها كأنت في الطواف لم يذكرها هولاء المدعون أن الإسلام دين إرهاب.. بل ذكروا رد فعل سبد الخلق حين غضب و قال: يا معشر قريش ، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح.. فتعلل المغرضون برد فعل رسول الله بأنه هدد بالذبح لكل أبناء قريش و لم ينصفوا في ذكر الموقف الذي قاله فيه.. ثم تناسوا إجرام أبي أبن خلف الذي عذب سيدنا بلال رضي الله عنه.. و تعذيب ابي جهل و بطشه ب آل ياسر و عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ الذي جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا الإسلام جاء ليدافع عن المضطهدين من إرهاب أولئك الذين يشنون حرب على الإسلام وأهله ، وإضطهاد المستضعفين ، وفرض مبادئهم وأفكارهم بالتعذيب والتنكيل.. و قد سبقهم في الأولين من طعنوا سمية زوجة ياسر في عفتها، وقتلوا ياسر و لم يرحموا كبر سنه، وعذبوا بلال بالرمضاء.. و تفاخر أعداء الدين أنهم وجدوا برهاناً يثبت دموية رسولنا الطاهر و أنه قام بتهديد و توعد كل الناس بالقتل حينما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله..) قال الشيخ كلمة (أمرت) تعني ما أمره به الله، و كما أسلفنا في شرح آيات القتال لم يأمر الله رسوله الكريم في القرآن الكريم أن يعتدي قط.. بل حدد فيها فئات الناس الذين أمر بقتالهم و هم المعتدين و المجرمين و ليس كل من يختلف عنا بمعتقده... ثم كلمة (أقاتل) تعني نزال بين خصمين مسلحين يدخلان في معركة يبتغي كل طرف فيه النيل من الطرف الأخر.. و إلا لكأنت الكلمة قد تبدلت إلى أمرت أن (أقتل) و ليس أمرت أن (أقاتل) فمتى كان المسلمون مهاجمون او معتدون منذ ظهور الإسلام وحتى العصر الحديث ؟! فى غزوة بدر: سلبت ديارهم وأموالهم و تم إهانتهم و بوحشية و كبرياء مجحفة من قبل المشركين.. فى غزوة احد حدثت لتمنع زحف جحافل جيش الكفار إلى المدينة و هم يتوقون لإستيصال شأفة المسلمين من جذورهم. في غزوة الخندق دافع المسلمون عن أرضهم و عرضهم و ظينهم أمام هجوم أعداء الإسلام الذي تكالبوا لغزو المدينة وقد تأمر و تواطئ ضد الإسلام كفر المشركين مع نفاق اليهود... و حتى مواجهة التتار والصلبيين الذين كأنوا يغزون الأراضي و يحرقونها و يقطعون الحرث و النسل. و أعدوا جيوشهم و ترساناتهم إعدادا جيداً للقضاء على العقيدة و إنتهاك الأرض و سرقة الثروات و الأموال و هتك الأعراض! و في سمرقند سطر التأريخ في ذأكرته موقف عظيم للإسلام و قأدة المسلمين حينما إمتثل قائد جيش المسلمين و خرج منها بأمر القاضي في أسرع محاكمة في التأريخ، أنصفت حجج راهب مشرك ضد قائد مسلم فخرج الجيش عن بكرة أبيه دون إعتراض.. مع أن الناس في سمرقند قد إعتادوا الحيش و بدأوا الإختلاط بهم و حبهم و ذهب عنهم كل ذلك الخوف الذي زرعته دعاية الغرب و قساوستها حينها.. فلقد رأوا عكس ماسمعوه عن المسلمين و رأوا أخلاقهم الطيبة و سلوكهم الحميد و معاملتهم الحسنة.. فمن يقتل العزل في غزة؟! و من ينثر الفتن في بلداننا؟! هو ذلك الإرهابي الذي يزرع في عقول شعبه بأن دين الإسلام دين إرهاب و أن المسلمين ماهم إلا جماعات إرهابية و متخلفة لاتجيد إلا القتل و التسول.. مواقف عديدة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و للمسلمبن من بعده تدحض كل إفتراءات الكفار و العلمانيين و المغرضين و كل الكائنات التي تكالبت لتبيد الإسلام و تمحيه من الوجود و التي تستمد أدلتها الضعيفة من تحريف الأحداث و إجتزاز مقاطع من الفيديوهات و من آيات القرأن الكريم أو من سلوك و عمل إرهابي فردي في قتل متلفز ليدعم تلك الفكرة الخاطئة تروج أننا إرهابيون.. و الذي يعبر عن سلوك أفراد لا يمتون لدين السلام و العفو و المحبة بصلة ! اللهم أنصر دين الحق و السلام و المحبة�� نبيل محمد العمودي