مايحز في النفس وما يجعل العبرات تتسرب خلسة من العين وما يجعل القلب يتقطع ألمآ وحزنا وحسرة وندمآ هو ان تضحيات الجنوبيين ودمائهم التي سالت ولازالت تسيل وتسابق عقارب الساعة في نزيفها قد ذهبت هدرآ وغدرآ وتباع ألان في مزاد صفقات دنيئة ولعينه اما خلف كواليس غرف فنادق استكهولم واما على طاولات مفاوضاتها بين طرفي المفاوضات والذين لايمثلون الشعب في الشمال والجنوب وسيجنون ثمار تضحيات الشعبين وبالأخص الشعب الجنوبي الذي فقد خيرة شبابه لردع مليشيات طائفية ليشرعن مليشيات اخرى قبلية وجهوية وأكثر طائفية .. أين من يمثل الجنوبيين وشهدائهم ودمائهم في مفاوضات السويد ؟ طرفا المفاوضات هما مليشيات كانت السبب في شن تلك الحرب ومليشيات أخرى كان تمجيدهم ونفاقهم للرئيس هادي هو السبب الذي أوصلهم إلى مائدة المفاوضات وقواتهم على الأرض كانت أشبه بحظائر تسمين الخنازير أكل وشرب ليس الا .. بينما قادة المقاومة الحقيقيين فتم استبعادهم لأن كل من شارك ويشارك في المفاوضات أو يدعمها أو يدعم احد إطرافها يدرك جيدا ان من خلال هؤلاء المقاومين والإبطال لن يتم صنع عملاء وحلفاء لهم لأنهم هم الوطنيين التي مبادئهم ووطنيتهم ليست و لن تكون عرضة للبيع في سوق النخاسة والمزادات العلنية . لأي سبب كان الجنوبيين يقاتلون حتى كانت تضحياتهم كبيرة ؟ قاتل الجنوبيين اما وطنيا للدفاع عن وطنهم الجنوب واما دينيا لمقاتلة أولئك الخوارج الرافضة والأخيرة كانت السبب لمواصلة القتال خارج الحدود ، وخارج الحدود أيضا كانت الحرب فرصة للشباب العاطلين عن العمل لقاء اجر مالي يدفعه التحالف لهم . الأسباب التي حالت دون وصول الجنوبيين إلى طاولة استكهولم : هناك العديد من الأسباب التي حالت دون مشاركة الجنوبيين في مفاوضات السويد فإضافة إلى السياسية الخارجية التي لا ترى لها مصلحة في انفصال الجنوب هناك اسباب داخلية وهي الأقوى ويمكن إيجازها بالنقاط التالية : - الرئيس هادي ومن خلفه حكومة الشرعية الأخوانية مارست سياسات تفريخ المكونات الجنوبية وتشتيتها وبالتالي إضعافها إلى درجة عدم قدرتها على فرض نفسها داخليا وخارجيا.. - المجلس الانتقالي الجنوبي الذي كان الأقرب والأقوى لفرض سياساته على المستوى المحلي والخارجي لكن طاعته العمياء لحكام الإمارات أضعفته حتى على المستوى المحلى وافقدته جماهيريته بل وحاصرت وجوده في مبنى المحافظة ومقر المجلس حتى بات مدافعا عن ابوظبي ونسى حتى الدفاع عن نفسه للإخفاقات التي تتوالى عليه وكان يفترض ان ياخذ العبرة من الحزب الاشتراكي حين كانت طاعته لموسكو سبب في ضياعه وضياع الجنوب بشكل عام ..كان من الممكن ان يمارس سياسة الأمر الواقع مثلما فعل الحوثة فلم ينظر اليهم على انهم مليشيات بل ان العالم يتعامل معهم بسلطة الامر الواقع ..لكن يبدو جليا اليوم ان الإمارات تأخر المجلس الانتقالي وفقا وماتمليه عليها مصالحها وبالتالي فعلى المجلس ان يخرج من من تلك الزاوية الضيقة التي حوصر فيها ليكون معبرا عن إرادة شعبه لا لينتظر التعليمات من حكام شعوب أخرى . - غباء الجنوبيين ساسة وقادات المقاومة والحراك ساهم بشكل أساسي في خذلان الشعب الجنوبي فعدم الدفاع عن أرضهم وخروجهم إلى خارج حدودهم جعلهم ورقة ضغط وشيك على بياض لاستخدامهم في تسويات قادمة دولية او إقليمية او داخلية من قبل دول التحالف وشرعية الأخوان المسلمين . النداء الأخير لم يعد في الوقت بقية ولن تأت فرصة أخرى قادمة وعلى الجنوبيين استغلال ماتبقى من الوقت والفرصة السانحة إمامهم وحدوا جهودكم وصفوكم اتركوا العناد والمكابرة أفرضوا واقع تحترمكم به الشعوب فلستم شقاه بالأحر لدى التحالف والشرعية واعلموا انه عندما اختير زعيل عضوا في فريق مفاوضات الشرعية الا ليقول للحوثة نحن لم نقاتلكم لا في تعز ولا بنهم ومن قاتلكم هم الجنوبيين أعدائنا وأعدائكم . ايها الجنوبيين من كان يقاتل خارج حدود الجنوب بدافع الوطنية فأعلموا ان هناك من يفاوض باسمها في استكهولم وكذلك الرياضوابوظبي ومسقط والدوحة ومن كان يجاهد في سبيل الله وطاعة ولي الأمر ووقف المد الشيعي فأعلموا ان المفاوضات ستبقيهم بل وسيتركون لهم حرية الممارسة والاعتقاد لشعائرهم ونشرها والخوف ان تصل إلى بيوتنا ومدارسنا في الجنوب.. ايها الإعلامي الجنوبي الذي تمترست خلف الرئيس هادي او الزبيدي او حزبك ونسيت وطنك فخذ العبرة من وزير إعلام المليشيات ومن إعلاميي صالح كالصوفي وغيرهم وكيف انقلب بهم الحال والأشخاص زائلون والأيام دول وتبقى الأوطان والشعوب . ايها الجنوبيين الأحرار ان وطنكم ودماء شهداءكم وجرحاكم يتم المبايعة بها مقابل أنبوب نفط او جزيرة او مقابل كرسيا في السلطة او حفنة من المال وامتيازات خاصة .. فهلا تصحون وتتفقون قبل ان تلعنا أولادنا و أجيالنا .