أوشكت على اﻹنتهاء الجولة الأولى من المفاوضات اليمنية-اليمنية بين أطراف الصراع والمنعقدة حاليآ بالسويد منذ مطلع شهر ديسمبر، حيث من المتوقع أن مشاورات السلام في السويد ستنتهي الخميس أو الجمعة وليس الثلاثاء ومن المحتمل قد تعقد جولة ثانية من المشاورات في النصف الثاني من شهر يناير مطلع العام القادم 2019م في دولة الكويت!! من المرجح أن هذه المشاورات قد لا ترسخ السلام في اليمن ولكنها قد توقف الحرب!! هناك الكثير من الأمور جعلتني غير متفائل على نجاح المشاورات ومنها ذهاب الوفد الحكومي إلى السويد دون معرفة اﻷجندات التي سيتم مناقشاتها في هذه المفاوضات!! كثيرآ ما تردد على مسامعنا من قبل الحكومة الشرعية وهو أنه لا حوار قادم مع مليشيات الحوثي اﻹنقلابية خارج إطار المرجعيات الثلاث!! أين أصبحنا من كل هذا الكلام؟!.. أعتقد من وجهة نظري المتواضعة أن الحوثي نجح نجاح قوي ومعنوي قبل المفاوضات حيث رضخ الجميع لمطالبهم ومنها اﻷمم المتحدة الراعية لهذه المفاوضات!! حيث تم السماح بخروج المصابين من جماعة الحوثي وذلك لتلقي العلاج في سلطنة عمان . لكن المثير في اﻷمر هو عدم الكشف عن هوية تلك الأسماء وهل هم فعلا جرحى من جماعة الحوثي أو إنهم من العناصر التي تدعمهم كالحرس الثوري اﻹيراني وحزب الله اللبناني وربما هي الفرصة الذهبية لخروج قيادات من الصف اﻷول للجماعة؟! أقولها وبكل أسف أن الحكومة الشرعية لم تستغل الانتصارات الكبيرة التي تحققت في الكثير من الجبهات وخصوصآ جبهة الساحل الغربي (الحديدة) وذلك لسبب بسيط وهو إن الحكومة الشرعية تعرف في قرارة نفسها إن تلك اﻹنتصارات ليست لها يد فيها، فالمقاومة الجنوبية هي من سطرت تلك الملاحم واﻹنتصارات وليس الجيش الوطني [جيش التباب وفرضة نهم].. لقد ظهر الوفد الحكومي في السويد وكأنه الطرف الضعيف والمهزوم !! يعتبر الوصول إلى تسوية نهائية بملف اﻷسرى هو اﻷنتصار الثاني للحوثي بعد اﻷول الذين كان السماح بخروج الجرحى من اليمن،فكما هو معروف أن الغالبية العظمى من الأسرى لدى الحوثي هم من تم اعتقالهم بطريقة تعسفية فغير أسرى الصف الأول وزير الدفاع الصبيحي. وشقيق الرئيس والقائد فيصل رجب وقحطان من قيادة حزب اﻹصلاح فإن البقية القليلة منهم يعتبرون أسرى مقاتلين.بينما جميع اﻷسرى لدى الحكومة الشرعية من قوات الحوثي هم باﻷصل كانوا جنود مقاتلين في صفوف الحوثي!! هذه الجولة من المشاورات تحسب وبكل جدارة إنتصار للحوثي، فماذا حققته الشرعية من الذهاب إلى السويد غير التعرف على الدولة الاسكندينافية وطقسها البارد وروعة القصر الذي أستضاف المشاورات!! المجتمع الدولي سيظل يعزف على وتر الملف اﻹنساني والمعاناة التي توشك أن تتحول إلى مجاعة حسب زعمهم بينما ما أراه هو بمثابة إعطاء الحوثي قبلة الحياة وإلتقاط اﻷنفاس وإستراحة محارب لترتيب صفوفه للجولة القادمة من الحرب!! أخيرآ... تريدون أن تعرفوا متى ستنتهي الحرب في اليمن؟!.. أنا سارد على ذلك وهو عندما تتفق مصالح الدول الكبرى!!