عندما اكتب عن اخي صلاح عبدالله السياري اول مايتبادر لذهني صفة التواضع وسعة الصدر التي يمتاز ويتحلى بها فقيدنا الغالي.. صلاح السياري منذ عرفته وارتبطنا مع بعض في قيادة اللجان الشعبية بمديرية مودية ثم مرحلة اجتياح الحوثي لمحافظة ابين لايعرف الكبر ولا التعالي على الآخرين.. رجل بسيط متواضع يلاطف الصغير والكبير ويتحدث مع من يلتقيه بقمة التواضع والاحترام.. صلاح السياري لايعرف شيء اسمه الحقد .. ولم تعرف هذه الصفة الذميمة طريقاً الى قلب صديقي صلاح.. ومن صفاته التي يتحلى بها انه يسامح من يسيئ اليه.. ويلتمس العذر لاخوانه ولاصدقاءه ولايعاتب احد على اي شيء يبدر منهم تجاهه.. سمح سهل في تعامله مع محيطه المجتمعي... بشوش دائماً ويقابلك بالابتسامة العريضة.. خدوم ومتعاون ومحب للخير .. اتذكر عندما كنا نجتمع ونناقش بعض الامور المتعلقة بعمل اللجان الشعبية ونصل لنقطة الخلاف في اي امر وبعد ان يعجز الجميع عن ايجاد حلول وسط لذلك الخلاف.. نتجه جميعنا بانظارنا صوب حكيمنا وقدوتنا ذو العقل الراجح والمتزن اخينا صلاح .. فاذا به يقابل هذه النظرات بابتسامته المعهودة التي نحس معها بالهدؤ والاطمئنان .. فيطرح علينا رأيه الصائب الذي نتقبله دون اعتراض بمجرد ان يطرحه لثقتنا المطلقة في صوابية مايطرحه عزيزنا واخينا صلاح.. ومن الصفات الحميدة التي يمتاز بها فقيدنا رحمه الله انه دائم السؤال عن اخوانه واصدقاؤه ليطمئن عن احوالهم.. واذا التقيته بعد فترة انقطاع وتقدم له بعض الاعذار والمبررات لانقطاعك عنه.. فيجيبك بعبارته التالية التي تعودنا على سماعها منه عندما نبتعد عنه قليلا: (معذور اخي الغالي معذور ولا الوم احد منكم وانتم في القلب) وكان حريصاً جداً رحمه الله على كيفية النهوض بمديريته مودية .. وعند لقاءاتنا كان يحث الجميع على التعاون والتكاتف وان يبذل كل منا مايستطيعه لخدمة مودية واهلها.. وكان دائما رحمه الله يوجهنا لبذل المزيد وان نجعل مانقدمه خالصاً لوجه الله.. والا ننتظر شكراً من احد...! باختصار فأخي وصديقي الغالي صلاح مدرسة في التواضع ورجاحة العقل وحسن التعامل والرأي السديد... رحيله آلمنا واوجعنا لكنها ارادة الله.. ولايسعنا الا ان ندعو له بالرحمة والمغفرة ... ونسأل الله ان يجمعنا باخينا صلاح في مستقر رحمته.. إنا لله وإنا اليه راجعون.