لم أفهم ولم أدري ولم أستوعب فكرة أي مبرر لتلك الأسماء والصفات والمكونات الجنوبية وتعددت وبكثرة تلك المكونات التي شعارها الحرية والاستقلال للجنوب،وقد حدثني أحد الزملاء بإن تلك المكونات مع زعمائها يصل إلى 120 مكون وزعيم،من زعماء المجالس مثل المجلس الإنتقالي الجنوبي ومؤتمر شعب الجنوب إضافة إلى الهيئات الجنوبية والجمعيات والتنسيقيات كلها شعارها الحرية والاستقلال إضافة إلى زعماء النخب وقيادات القوات المسلحة يحملون ذلك الشعار. ناهيك عن المشائخ وقيادات الجاليات الجنوبية في مختلف دول العالم العربي والإسلامي والعالم،وهناك أحزاب وتنظيمات سياسية يحملون شعار الحرية والاستقلال للجنوب. لهذا فكروا معي جيداً وبتمعن و بعقل أيها الشرفاء والعقلاء والمخلصون لهذا الوطن،من رجالات الفكر والأدب والسياسة والصحافة وذوات النصح والمشورة بإن ذلك يحتاج إلى تدخل للحد من الخلافات التي حدثت بسبب تلك المكونات الجنوبية،وإلى أين سائرون بالكم الهائل من تلك المكونات بالوطن. وهل نرى أمل من وجود تلك المكونات برؤية وطن جنوبي تتحقق فيه كل الأهداف،دون أن يدفع أي مواطن بريء ثمن خلاف تلك المكونات الجنوبية،إنني أرى ذلك الوضع صعب جداً،لإن هناك شعار ظاهر يظهر الحب للجنوب ومن خلف الستار يعلم الله،أصبح اليوم المواطن الجنوبي يدفع ثمن ذلك التباعد والخلاف بين مكونات القضية الجنوبية التي لم تعير المواطن أي إهتمام ولم تتوحد في مساندة همومه وحياته المعيشية. ولأهمية هذا الموضوع وحساسيته إنني أضم صوتي إلى العقلاء من أبناء الجنوب الذين يطالبون بتوحيد الكلمة والعمل والرؤى،وأن يتم توحيد تلك المكونات تحت كيان واحد طالما والهدف هو تحقيق أهداف القضية الجنوبية المتمثلة بالتحرير والإستقلال،ودعوني هنا من باب فضولي ورأيي أن يكون هذا الكيان الجنوبي المجلس الموحد الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب. حتى يكون العمل قوي ويكون لهذا المجلس ميثاق شرف وطني يلتزم به الجميع ويحترموه،وأن يكون من ذلك الإتفاق تحييد الجيش والوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية والمليشيات المسلحة وإبعادها عن السياسة ولكي يكون مهامها الحفاظ على الأمن والإستقرار وحفظ النظام والقانون والدفاع عن سيادة الوطن،وترك الساسة الجنوبيين بإن يتفقوا على مصير الحكم والسلطة في الجنوب،وذلك تجنباً لأي صراعات ووجبات دموية مثلما حدث في السابق قبل عام 1990م وبعد الاستقلال عام 1967م. وخسرنا نتيجة الصراع على كرسي السلطة الكثير من الرجال الشرفاء،يجب السعي لتوحيد الصف والكلمة،ولنأخذ درس من صراع رفاق الكفاح المسلح والنضال ضد الإستعمار البريطاني من مناضلي ثورة 14 أكتوبر بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وسقط نتيجة ذلك الصراع مناضلون شرفاء من الطرفين وكانوا يحملون الهدف نفسه التحرير والإستقلال،نأمل أن يكون هذا العام 2019م،عام التوحد وإنتهاء الخلاف وأن تتشابك الأيادي مع بعضها من أجل تحقيق أهداف القضية الجنوبية،