لقد سجل التاريخ بكل فخر واعتزاز موقف دولة الامارات العربية المتحدة من غزو الجنوب عام 1994م من قبل الجحافل الشمالية وقد كان موقف الشيخ / زايد ابن سلطان ال نهيان مميزا عن بقية مواقف الحكام العرب حيث ابلغ الرئيس اليمني صراحة موقف دولة الامارات من حرب اليمن من خلال الاتصال الهاتفي بينهما بتاريخ 17 مايو 1994م وقال الشيخ / زايد للرئيس / صالح انه (يأسف لعدم استجابته للنداءات المتكررة للوقف الحرب.) وقد حمل الرئيس اليمني مسؤولية استمرار الحرب ضد الجنوب وكانت الامارات تأمل ان تحذو حذوها الدول العربية المترددة للضغط على صنعاء لقبول وقف اطلاق النار!! وقد لاحظ يومها المراقبون بوادر موقف الامارات مع شعب الجنوب وذلك من خلال الاهتمام الملحوظ بزيارة الاخ/ صالح ابوبكر بن حسينون وزير النفط والثروة المعدنية مبعوث السيد/علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني والامين العام للحزب الاشتراكي مقارنة بالفتور الرسمي اللافت في استقبال الاخ/ محمد سالم باسندوة وزير الخارجية مبعوث الرئيس /علي عبدالله صالح كما انه بعد اعلان السيد البيض الانفصال 21مايو 1994م كانت قد اشارت وكاله الانباء الامارات الرسمية يوم 24 مايو 1994م الى علي سالم البيض رئيس مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية باسم (فخامة الرئيس) هذا التعبير رات فيه الدوائر السياسية بمثابة (اعترافا اعلاميا من دولة الامارات بقيام جمهورية اليمن الديمقراطية) وهذا ما ازعج واربك صنعاء ولهذا سارع الرئيس صالح بأرسال الشيخ/ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس مجلس النواب اليمن ورئيس التجمع اليمني للإصلاح الى ابوظبي والذي يتمتع بعلاقة شخصية قويه بالشيخ / زايد ورغم ذلك فقد فشلت تلك الزيارة بسبب رفض الشيخ/ زايد لتغيير موقفة !! وكانت تصريحات الاحمر عقب اللقاء تعبر عن (ضيقة الشديد )من اطلاق صفة (الرئيس) على علي سالم البيض وقال : (هذه كلمة كبيرة جدا في حق اليمن) !! اما بالنسبة للاجتياح الشمالي الثاني للجنوب عام 2015م فان موقف ابناء حكيم العرب الشيخ / زايد كانت صلبة قوية مع شعب الجنوب وكان لهم دورا اسا سي ومحوري مع المقاومة الجنوبية في تحرير الجنوب وبإيجاز شديد نقول ان مواقف قادة الامارات واضحة جلية لمن ليس به (عمى) ومسموعة لمن ليس به(صمم) انها مواقف (النبلاء) التي تعبر عن عمق العلاقة الاستراتيجية بين الشعبين الشقيقين رحم الله الشيخ/ زايد واسكنه فسيح جناته وطيب الله ثراه.