تبخرت كل تلك الأجواء التي سبقت انعقاد ” مشاورات” السويد وادار الجميع ظهره بمحض التوقيع، وعادت تمنيات المبعوث الاممي وقلقه تحتل العناوين، فيما فريق الأممالمتحدة يتعزز عددا وعتادا ومطالبات، والاقلام الزرقاء ترسم خطوط الفصل بين اليمن والحوثيين (كما ورد في تقرير الأمين العام) وستكثر كما يبدو الخطوط الزرقاء في خريطة اليمن وتلتف وتحاصر وتقسم لإِبعاد المتناحرين عن بعضهم. إن كانت هذه هي الخاتمة فما أسوأها وإن كان هذا هو الحل فهو أسوأ من المشكلة ذاتها على اليمن وعلى الجوار. تتغنى حكومة هادي بوصفها في الاتفاق وما بعده بأنها (حكومة اليمن)، وصنعاء لم تسعها الدنيا لاعتراف مارتن و القرار و ما بعده بأنها (طرف ند ولم تعد انقلاب)، وهكذا خدرهم الثعلب العجوز ليأخذ من كليهما ما اقتتلوا عليه عبثا. كان واضحا أن الضجة تلك ليست نتاج تنبه العالم للوضع الإنساني- الذي تسببت السرقة عند كل الأطراف بما فيها الأممالمتحدة و موظفيها المحليين بتعاظم حجم المعاناة و المجاعة – و ليست تلك الضجة أيضا لضغط طرف داخلي من أجل إحلال السلام – فالطرفين في صراع وجودي مع الآخر – ولا لإستعداد أي طرف منهما للتنازل او لتدوير الزوايا أو لتقديم مبادرات متبادلة؛ فالانكار المطلق المتبادل هو الحاكم. لم يعد سرا ان تفاهما في مستوى اعلى بين قوى خارج الاقليم هو سبب كل تلك الموجة و التنازلات المتبادلة ظهرت في خريطة الإقليم وذهب المجتمعون مساقون بالترهيب و بالاوامر لامضاء اتفاق مبهم شكلا ومضمونا وغريب الصياغة ومفتوح الاحتمالات وتاركا تفسير كل اختلاف لطرف ثالث ولا يشير إلى أفق حل ولا الى نهاية مرتقبة، بل تجزئة وتقطيع ومصادرة في مقابل وعود لن يأتي وقت استحقاقها. حذرنا سابقا ونعيد التحذير ونهيب بالجميع أن يدركوا حجم خطورة ما اقترفوه، وكأنه لم يكن كافيا ما تسببوا به من دمار ودماء وايتام ومجاعة بسبب التعنت والصلف والحماقة، حتى يأتوا اليوم وبمنتهى الحماقة يوقعون على استجلاب ما هو اسوا واخطر ولا يمكننا الفكاك من نتائجه إذا استقر وتم تنفيذه. اهيب بكل يمني ان يغادر صمته وعلى النخب على امتداد الوطن إعلاء صوت التساؤل على الاقل اذا لم يتمكنوا من الاعتراض . *رئيس ملتقى الوئام الوطني.