جرت العادة أن تفرض الظروف القهرية والتحديات الشاقة نفسها على حياة الشعوب والمجتمعات، عبر أي مرحلة من مراحل التاريخ الفارقة، لكن هامات الرجال الشامخة تقف مرفوعة صامدة مهما كلفها صمودها الأبي، دون أن تتزحزح من أماكنها قيد أنملة، فتمضي بعفوية تامة أمام سير الأحداث والوقائع والمستجدات العاصفة، لتأخذ مكانها في التاريخ بكل تلقائية وترسم معالم المجد في صفحات ناصعة البياض. ليس بغريب اليوم وكل يوم، أن نرى معالي وزير الداخلية نائب رئيس الوزراء السيد "أحمد الميسري" الرجل الذي آلى على نفسه إلا أن يعيش وسطنا والى جانبنا، مؤازرا إيانا ومعاضدا لنا في أيامنا المرة وليالينا الحالكة، ولقد آثر الرجل ذلك على نفسه، برغم حاجته الماسة للهدوء والسكينة وراحة البال، كما هو حال بقية الوزراء والمسؤولين في الحكومة الشرعية. إن من نهل العلم وتشرب بالمعرفة وآمن بقيم التسامح وامتلك البلاغة والحصافة وقوة الشخصية والقدرة على التأثير .... فلن يكون مكانه الا قلوب الناس ولا رأسماله الا حبهم له وحبه لهم واحترامهم المتبادل وثقتهم المتينة المبنية على الصدق والوفاء قولا وعملا. هذا هو حال معالي الوزير "أحمد الميسري" طبيعة خلقية وسمة فطرية، لا حرج فيها ولا تكلف إطلاقا، يمضي طواعية بصدر رحب لكل أبناء وطنه، أي كانت توجهاتهم وانتماءاتهم، وقلب متسام لا يعرف الغل ولا يحمل الضغينة لمخلوق. وهذا بلا أدنى شك رصيد مشرف له ولنا نحن أيضا، الى جانب ما يحظى به معاليه من مكانة اجتماعية ووطنية وشعبية مرموقة. فنعم القائد أنت ! لقد تعلمنا من معاليك أن القيادة أصالة في الطباع وميزة في النفس وموهبة لا تقبل الابتذال، فالقيادة تدار بالقرار الذي لا يأخذ الناس إلى المجهول ولا يحتمل المساومة أو أي شكل من أشكال المغامرات غير المحسوبة. القيادة أساسها الشجاعة وسرها الثبات في وجه الرياح والمغريات وسماتها الصبر والتأني ورباطة الجأش ، ولقد عهدنا من معاليكم دوما، قراءة واعية للمعطيات ومواكبة واثقة للعوامل المتغيرة وحساب دقيق لشتى الاحتمالات، بالمهارة والفطنة وحسن التدبير.