ما تملكه سيراه الجميع في صمتك.. لا داعي للصراخ في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ليعلم الجميع بأنك تعمل. ولكن للأسف الكثير منّا يستطيع الكلام عمَّا سيفعله، والقليل فقط من يستطيع العمل وبصمت شديد، ويجعل العمل هو من يتحدث عنه. الحديث على خلفية خروج المنتخب اليمني من الدور الأول لبطولة أمم آسيا 2019م، والذي يشارك فيها للمرة الأولى في تاريخه، بيد أن المنتخب الجنوبي شارك بها في السبيعنيات، والمُقامة بدولة الإمارات العربية المتحدة. غادر محملاً بثلاث خسائر متتالية أستقبل فيها عشرة أهداف من إيران والعراق وآخيراً فيتنام، دون أن يظفر بنقطة واحدة على الأقل لحفظ ماء الوجه، وليحفظها التاريخ له قادم الأيام، كما بدأ بمستوى خجول ومتواضع جداً وكأنه يلعب لأول مرة مباراة رسمية، لا أدري كيف تم اختيار اللاعبين وما هي المعايير الفنية التي من خلالها تم الأختيار، ولماذا تم تجاهل اللاعب محسن قراوي الذي كان سبباً في التأهل بعد توفيق الله لهم .. أسئلة كثيرة الحقيقة، توجه للمنظومة الرياضية اليمنية قبل اللاعب. فلا أحمل اللاعب كل اللوم فهناك عوامل عدة ساهمت في ما حصل بطبيعة الحال، فالأعداد كان قمة في التخبط وفن المهزلة وضعف الخبرة، مع أن هناك دعم كبير قدمته هيئة الرياضة السعودية لإدارة المنتخب واتحادها، إلا أنه ذهب أدراج الرياح للأسف، وأستغل بالسفريات والتنزه دونما التفكير في شعب يحلم بحضور مشرف. مسؤولي المنظومة الرياضية اليمنية لم نرى من تلك الشفافية التي يتحدثون عنها شيئًا، حتى حروفها .. اختفت وانغمست في بحر مصالحهم المظلم، والجميع يعرف بأن المصالح الشخصيه مرض ينخر في جسد أي منظومة تصاب به، فحاولنا مراراً وتكراراً نعالج هذا المرض من خلال ما نطرح للشارع الرياضي ليصل للمسؤول فمرة نعالجه بجملة "لا تستعجلوا الحكم"، ومره ب"دعهم يعملوا وبعدها يأتي التقييم"، ومرة "انتقاد بشكل فيه نوع من الحدة" ولكن قد ناديت لو اسمعت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.
جسد المنظومة الرياضية اليمنية مصاب بهذا المرض المزمن للأسف بل ورَفَض تقبُّل كل الأدوية لانتشار هذا المرض في كل الجسد تقريباً؛ ففي كل مرة نجد خلية من هذا المرض بمكان فمرة نجدها في القدم، ومره في السباحة ومرة السلة ومرة العاب القوى و....! أن الحل الأنسب هو الاستئصال أو بتر العضو الفاسد والأبتعاد عنه. ولا بد من تغيير جذري في المنظومة، لأن الشعب هَرِم من هذه الأفكار المتشبثة بالكراسي وعقول الديناصورات المتحجرة وتوظيفهم للكوادر الإدارية وضمهم للاعبين حسب الانتماءات الحزبية المقيتة التي تنبذها الحركة الرياضية.
كن بخير عزيزي القارئ حتى القاك بمضمار رياضي جديد ،،