بعد خسارة المنتخب اليمني لكرة القدم يوم الأحد الماضي أمام نظيره الكويتي في دورة خليجي 21 المقامة حالياً في البحرين . لا استطيع ان ألقى اللوم لاعبي المنتخب اليمني ، فقد قدموا اداءً جميلاً وفنون فردية عالية في الشوط الأول ، لولا ان " اللياقة " لطالما خانت وتخون المنتخب في جميع مبارياته خصوصا في الشوط الأخير. ان كان يحق اللوم ، فاللوم هنا على وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم بإدارتهما " الفاشلة " بكل المقاييس .. وزارة أحرقت الرياضة في نفوسنا وغيبتها في بلادنا ، وزارة لا تتذكر اللاعب إلا قبل الدورات الرياضية بأسابيع أو أشهر قليلة ، ولا تعير اللاعب إي اهتمام إلا وقت المباريات ، وزارة تتخذ من الدورات الرياضية فرصة سياحية لحيتان وهو أمير وزارتها .. وقد شاهد الجميع الوفد المرافق للمنتخب إلى البحرين الذي يشبه في تعداده كتيبة الجيش ، بتشكيلة تضم عدد من هوامير الوزارة ومصامي مقدراتها ، إضافة إلى وجود ( أبو الهول اليمني ) وزير الأوقاف : حمود عُباد ، لا ادري حقيقةً ما جدوى وجود رجل كهذا بين الوفد الرياضي !! إلا ان هذا يعد إنعكاس لمستوى غياب الرياضة ومبادئها في بلادنا ، حتى يمثل وزير أوقاف وفد رياضي . بعد كل هزيمة رياضية ، يطأطئ المواطن اليمني رأسه ، ويتسائل في حيرة ! أين التدريب المتواصل للمنتخبات ؟ وأين التأهيل المستمر ؟ وأين الدعم المادي والمعنوي ؟ وأين التحفيز وتبني الموهوبين ؟ فاللاعب اليمني ومنذ وقت طويل لا يجد الرعاية والإهتمام من أصحاب الشأن والسبب قلة المخصص المالي أو ربما انعدامه . نعلم كثيرا ان الوزارة قد تقذف باللاعب اليمني خارج دائرة الإهتمام والرعاية بمجرد الإنتهاء من المشاركة من إي دورة رياضية . تتركه في مواجهة قدرة خالي اليدين ، مصاب الرجلين حتى اشعار اخر أو مباراة اخرى . هذا الحال يقود اغلب لاعبينا إلى العمل والشقى في تخصصات مختلفة وغالباً ما تكون غير لائقة للاعب رياضي . واحيان اخرى إلى ارتياد المقاهي والمنتزهات أو مجالس القات. بعد النتائج السيئة للرياضة اليمنية في دورة الاولومبيات الاخيرة المقامة في بريطانيا ، فكرت في اهمية تعليق جميع المشاركات الرياضية حفظاً للمال العام من الهدر ، خصوصا وبلدنا تمر بمرحلة في غاية الحرج والضعف في الامكانيات المالية .والملاحظ هنا هو أنه على الرغم من كثرة الصرفيات الرياضية وتنوعها في عدد من المحافظات إلا انها لم تعد بنتيجة إيجابية على مستوى الرياضة اليمنية لأسباب كثيرة أهمها عدم التوفيق في اختيار البنية التحتية المناسبة ولوجود سوء في الادارة المالية إلى جانب تفشي الفساد بشكل مخيف وإنعدام الرقابة .. اموال تصرف بشكل عشوائي ، لا على شئ ، سوى الهزائم وتعميق السمعة الرياضية السيئة لليمن في وسائل اعلام الداخل والخارج. اظن - وليس كل ظني اثماً - ان ميزانية وزارة الشباب والرياضة يتم العبث بها في جيوب مشائخ الرياضة و وفود السياحة من وزير الرياضة نفسه إلى اصغر موظف فاسد .. وزير الشباب والرياضة إلى وقت كتابة هذه السطور لم يسجل إي نتائج ملموسة في مجال الرياضة أو الشباب ، وزير لا اعتبره فالحاً إلا في السفريات وفترات النقاهة. وشخصياً لا انسى قدومة إلى ماليزيا ونزولة في افخم الفنادق لمدة طويلة وزيارة الجزر للترفية و تجريب ( المساج ) .. بينما يعلم هو كل العلم ان الرياضة في بلدنا و وزارته ايضا تفتقران لابسط المقومات والبنى الأساسية ، وأن الامر يحتاج لكل ريال واحد قد يُنفق في غير محله. ما يمكن قوله في الوقت الراهن ، هو مادامت الرياضة اليمنية لا امل في إنعاشها ولو خلال هذه المرحلة ، فإن هناك ضروريات واولويات احوج على الحكومة الإنفاق عليها ، كالتعليم والكهرباء والإقتصاد وحل مشكلة البطالة ، والفقر والجوع في المقدمة . فالبشر قبل الحجر.