الحدث التاريخي في دولة الامارات في استضافة البابا في العاصمة ابوظبي في عام التسامح والمحبة، ما هو إلا دليل على ان هذه الدولة وقيادتها تحمل هموم الامة، وما علق بها من درن الارهاب المتقمص بثوب الاسلام في ذهن غير المسلمين في هذه المعمورة، وبهذه الاستضافة لأكبر مركز ديني في عالم الديانة المسيحية إلا خدمتاً في إعلاء شأن الامة الإسلامية في تغيير المفاهيم الّتي رسمها الارهاب في ذاكرة الشعوب الأُخرى عن الإسلام و المسلمين، بما ارتبط عن شناعة الإرهاب من بعض فئات الخوارج عن الرسالة السماوية الإسلامية، هذه الفئة الضالة من القتلة الذين لا يؤمنون بالحوار ولا بالسلام سبّبها بعض من ينتمون الى هذا الدين الحنيف بأفكارهم الاقصائية، والتي هي محرمة في الدين الاسلامي الا ان الامة قد ابتلت بهم وعانت ودفعت اثمان باهظة بشريا وماليا من جراء هذا الفكر التكفيري، الذي يتناقض مع الرسالة النبوية في مخاطبة الاخرين بالحسنى ورعايتهم وصون حقوقهم . ومن هذا الفكر المتمرد اصيبت الامة في مقتل، الا ان الإمارات الوحيدة على مستوى العالم التي انصهرت على ارضها كل انوع البشرية ، من كل بقاع الدنيا وكل الديانات سماوية وغير سماوية يعيشون على هذه التربة الطيبة بكل محبة وتسامح وسلام، ولم يكن هذا الوئام والاندماج البشري على هذه الارض وجد من فراغ بل كان مؤسس هذه الدولة طيب الله ثراه من إرساء قواعد المحبة والتسامح وقبول الاخر، كما هو دون تمييز في العرق واللون وتعلم أولاده من مدرسة زايد فاتبعوا نهجه باقتدار ونفذوا كل ما اوصى به، كما ان الامارات التي لها باع طويل في محاربة الارهاب عسكريا و فكرياً حيث ما وجد، فكان للسيف والقلم الاماراتي ايقاع في خدمة شأن الامة و انهاك الفكر المتطرف، فما قامت به هذه البلد فعلاً و قولاً لم يكن ترفاً بل دفعت ثمنه من دماء ابنائها والشي الكثر من اموالها في سبيل ايمانها بالتسامح والمحبة لكل البشرية.
وما زيارة البابا الى ابوظبي الا بجهود الرجال المخلصين من ابناء وقياده هذه البلد في خدمة الامة، حيث اليوم تشخص الابصار الى هذه البقعة الجغرافية من الجزيرة العربية موطن رسول الله وباعث رسالته الاسلامية لكل البشرية بالمحبة والتسامح، لتحدث هزه وجدانية في تصحيح المسار في عقلية الشعوب الأخرى بعد ان ترسخ الارهاب بالانتماء الى هذه الديانة السمحاء، وقد نجحت قيادة الامارات في رسم لوحة جميلة في بناء مسجد و كنيسة في آن واحد إلا تجسيداً للترابط المسيحي الإسلامي اللذان لهم تأثيراً كبيراً على بقية الديانات الأخرى، هذا ديدن الامارات في خدمة الإسلام وما قُداس مدينة زايد الرياضية الا بخروج الفريقين متعادلين بقبلات التسامح والمحبة. الكاتب: خضر النخعي