لن تجد المعارضة السورية المسالمة هدية مطرزه بالذهب كالتي قدمها السيد الرئيس بشار الأسد الأسبوع قبل الماضي لإيقاف اهراق دماء السوريين وإخماد الموقد الملتهب خاصة ان أمال القوى الإقليمية المجاورة التي توعدت ببيع حرائر سوريا على الحدود قد تلقت ضربات موجعه في نفس التوقيت الذي أرادت فيه إزهاق المبادرة الطموحة والواعدة. فهاهو الجيش العربي السوري الذي كان بحق العصب الرئيسي لمحور المقاومة والممانعة في المنطقة يطارد جرذان الدوحة وتل أبيب في معرة النعمان وغير مكان من خارطة سوريا ليبرهن ان هذا الجيش على قدرته على إرباك مشروع الهيمنة الصهيوني-الأميركي وأنصاره. وفي حين ان الصفير الذي دوى في أذان قيادات حركه حماس ليستجلبهم إلى الضفة الأخرى ببلاهة وحدا بخالد مشعل إلى رفع العلم الذي تتوسطه النجمات الثلاث وهو علم الانتداب الفرنسي القديم فان خيارات متعددة ترزح جاثيه لتنتظر تشغيلها كبديل للدور الحمساوي. لقد كان الأسد واضحا بهذا الشأن واختتم تأنيبه لمشعل وكان محقا بكل المقاييس بالقول:انه من المؤسف ان ينظر البعض إلى دمشق على أنها فندق للاستجمام يغادرونه حين تسوء الظروف.وبالتالي فان إي خطوه أخرى من حماس تمعن في الالتحاق المذل بالأوراق النقدية القطرية والتركية ستخرجها تماما من محور الطوق وهو مايكفن الدعاوى المتكررة بأنها تمثل الشوكة المستقرة في خاصرة الكيان الصهيوني. لقد رفضت الحركة التي سكبت كثيرا من المزايدات على مر الفترة الماضية دورها الأساسي لينتعلها المشروع الامبريالي كبدله ثانوية ولا احد في الكون يمكنه تفسير الموقف أو معرفه المقابل وعلى إي أساس؟في الواقع يأتي التساؤل ماهي النظرة المستقبلية كحصيلة لموقفها المفتقد للرصانة التي ميزتها خلال السنوات العاصفة المنصرمة. -المحلج-الأميركي الذي قضم حماس بهدوء مريب للغاية واستعمل على الطرف الأخر المراوغ الروسي للتعجيل بسقوط سوريا:الدولة لم يبرز نفس التطور في أداء عمله بحذاقة فلازالت الأبواب مشرعه ليس لإفشال مخططاته فحسب بل وردها إلى قفصه الصدري الذي تسكن الدولة العبرية النكرة بشكل منفرد فيه. سياسيا وميدانيا تشن الصليبية العالمية هجمة شرسة لسحق أخر قلاع المقاومة في المنطقة ويسرف الفضاء في نشر صديده المؤذي ليدهن به شاشاته ويعمل بشكل حثيث لترويج الأكاذيب القذرة فيما على الأرض:على التراب السوري الطاهر لازالت دماء البواسل من جنود الجيش العربي السوري تكتب الحقيقة..كل الحقيقة والقائلة بان الهيمنة والاستعباد الاستعماري المكنى كذبا وزورا بأسماء الصحابة الكرام رضي الله عنهم يترنح ويتمزق مع كل يوم تتمزق فيه ورقه تقويم جديدة وسيسقطه الشعب السوري الحر بتلاحمه مع جيشه الذي لايقهر حامي حمى المنطقة برمتها ورمز المقاومة والممانعة. ان واجب المعارضة العقلانية ان التقاط طوق النجاة الذي رماه الرئيس إلى أحضانها لتثبت أنها جديرة بسوريا المقاومة..سوريا العدالة الاجتماعية والاكتفاء الذاتي لتعبر المنعطف الخطير والمؤامرة الخطيرة.