كنت في صغري اشجع فريق التلال وكنت اتابع مبارياته عبر أثير إذاعة عدن بصوت كروان التعليق سالم بن شعيب- رحمه الله- وكنت من شدة حبي وتعصبي للتلال لا احتمل نتيجة الهزيمة وكنت اختلق الاعذار واصنع الحجج لتبرير سقوط التلال في أي مباراة يخسرها وفوق ذلك افتعل المشاكل وأدخل في عراك مع من يعيرني بهزيمة التلال. كان التلال يعاني من عقدة شمسان في بداية تسعينيات القرن الماضي ولمعرفة أخي الأصغر مني محمد بمدى تعصبي للتلال تحول إلى مشجع لفريق شمسان عناداً لي. جرت ذات يوم مباراة بين التلال وشمسان على ملعب الحبيشي بعدن ونقلتها اذاعة عدن وكنا أنا وأخي محمد نتابع مجريات المباراة عبر موجات الراديو وبصوت بن شعيب حيث لم تمض ربع ساعة على بداية المباراة إلا وبن شعيب يصدح بأعلى صوته جوول جوول .. هدف جميل منك ياجميل يا مقطري.!! حينها قام محمد أخي برفع صوت الراديو إلى اقصى مدى وراح يصيح وينط ويقفز وأنا وأقف مكاني واستأنف اللعب واستمر واخي محمد مستمر بالتشجيع بشكل مبالغ فيه ولم احتمل انا استفزازه فتناولت حجر يفوق وزنها 10 كيلو تقريبا ورفعتها بكلتا يداي إلى فوق هامة رأسي وهويت بها على الراديو بكل قوة فسكت صوته وتناثر حطامه واشتبكت مع اخي في عراك طال حتى ادميت اجسادنا التي لم تسلم كذلك من عقوبة ابينا في المساء الذي عاقبنا بقسوة جعلتني أكره الرياضة والتلال منذ ذلك اليوم الذي كانت فيه المباراة بين التلال وشمسان بعدن وكانت الدماء والخراب في بيتنا. اليوم أرى المشهد يتكرر في جنوبنا الحبيب، فالخلاف الدائر بين دول الخليج وتحديداً بين الإمارات وقطر انعكس سلباً على افعالنا وتصرفاتنا وتعاملنا مع بعضنا في مجتمعنا الجنوبي!! فمتى نعي وندرك ونتقن لياقة الإختلاف.. عندها فقط نستطيع أن نقول... بروح رياضية!