كتب مختار محمد حسن : آثار الحريق الذي وقع أمس الأحد في مدينة كريتر بمحافظة عدن (أمام مسجد العسقلاني) بمحلات المنصري التجارية .. آثار حيرة الناس بسبب استمراره حتى ساعة الخبر (الساعة الثانية والنصف ظهرا) من يومنا هذا الإثنين .. أي أكثر من 24 ساعة .. وعليه قمت شخصيا بالنزول إلى موقع الحريق والبحث عن قائد مركز المطافي الأخ وسيم غالب عبده العسيري والذي وجدته في حالة يرثى لها بعد مدوامته في موقع الحريق منذ بدايته حتى اللحظة التي التقيت به .. وهو منهك وبدون نوم ولم يأكل إلا وجبات خفيفة . وخلال دقائق معدودة حاولت الحديث معه كونه مشغول جدا بالحريق ويقوم بتحركات ويعطي وتعليمات هامة لبقية أفراد المركز .. وبعد إلحاح مني قال لي الأخ وسيم العسيري أن أهم أسباب الحريق وتأخر اطفاءه هو : المعرض كبير ويتكون من ثلاث طوابق وبدروم كبير وفي البدروم 7 مستودعات فيها الكثير من الملابس والأحذية .. وأكبر مشكلة واجهتنا هو أن البدروم له باب واحد .. ولم نستطيع بسهولة الدخول للبدروم وإطفاء الحريق الذي بالداخل .. وإذا نزل رجال الاطفاء فإنهم لايستطيعون المكوث طويلا هناك . وعن أسباب تأخرهم في الوصول إلى موقع الحريق قال العسيري .. أول ماوصل لنا البلاغ تحركنا مباشرة بالسيارة الموجودة في مركز كريتر . . وكان الزحمة شديدة وقتها ومن يعرف مدينة كريتر .. يعرف أن الزحمة من عند سينما أروى إلى موقع الحريق يحتاج منا إلى نصف ساعة أو أكثر بسبب الزحمة وكذلك عدم مبالاة الناس وخاصة سائقي الباصات الأجرة والذين ساهموا بشكل كبير في تأخرنا .. المرور بذل مجهود كبير معهم .. ولا كان في شيء حصل أمامهم .. كذلك نجد أن أغلب الناس الآن أصبحت تركن سياراتهم بشكل سلبي في الشوارع وبما أن سيارة الاطفاء كبيرة وعريضة فنجد صعوبة في المرور في الشوارع الفرعية .. كما أن إغلاق طريق البنك عمل لنا إعاقة كبيرة .. ولو في حل سريع الآن لنا فهو فتح مخرج ثالث في الخرسانات الموجود الآن أمام البنك حتى يتم الاتفاق على فتحه بالكامل . وعن الحلول السريعة قال العسيري .. أول شيء نطلب من الجهات المختصة رفد المركز بسيارة صغيرة للإطفاء من أجل الوصول السريع لموقع الحريق .. لازم يكون لدى الناس توعية في مسئلة كيفية فتح المجال لسيارة الاطفاء (حاليا ماحد يعبرك) .. فلابد من الجميع أكان المسئولين أو عامة الناس احترام رجال الاطفاء في وقت الحاجة .. كما وجب على كل عمارة أو بيت أو محل أو معرض التركيز على عمل مخارج طواريء وسلالم خاصة في الخلف أو على الجوانب لتجنب الأضرار الكثيرة وقت الحريق .. وكذلك لابد من عمل توعية دائمة في التعامل مع أسلاك الكهرباء واسطوانات الغاز وكيف التعامل أثناء الطبخ وإغلاق تسريبات الغاز وغيرها من وسائل الأمان .. والأهم وجود طفايات للحريق في كل بيت ومحل ومعرض . وختم العسيري قوله بتوجيه الشكر لكل رجال الاطفاء اللذين عملوا معه برغم كل الصعاب التي واجتهم وكان رجال في وقت الشدة .. وبرغم الانتقادات التي طالتهم لكنهم تعاملوا مع الموقف بإنسانية ولم يبخلوا بأي جهد .. الحريق كان كبير والوقت طويل .. لكنهم بقوا في مواقعهم دون كلل أو ملل .. وبصراحة يستحقون التحايا الكبير على هذا الجهد . كما اشكر كل قادة مراكز المطافي في كل محافظة عدن واللذين هبوا لمساعدتنا فقد تحركت كل سيارات الاطفاء وقامت بالتعزيزات .. مثل مطافي المطار والمصافيوالصوامع .. ومراكز مطافي المعلا والشيخ والمنصورة وغيرها ممن وقفوا معنا حتى آخر لحظة دون أي اعتراض أو تدمر .. فلهم كل الشكر .. والله يعوض صاحب الحريق وآهالي البيوت المجاورة .