بحسب معاصرتنا لفترة الحراك السلمي الجنوبي منذ بدء إنطلاقته في العام 2007م كان قيادة الحراك ومن خلفها الشارع الجنوبي تستغل أي خطأ أمني تقوم به سلطات الاحتلال التي حكمت الجنوب كأمر واقع في تلك الفتره ، تستغل الحدث من ناحيه حقوقيه ولدورها البارز في نصرة كل ماهو جنوبي سواء كان إعتقال لناشط جنوبي وزجه في السجن أو عملية إغتيال لأحد أبناء الجنوب لتأجيج الشارع الجنوبي الذي كان محتقن ومعبئ بالكره لتلك الأنظمة القمعيه فيقوم الناس بالخروج في تظاهرات ضد نظام الاحتلال الحاكم في تلك الفترة وكنا نشارك وغالبية الشعب الجنوبي في التجمعات والمظاهرات لرفض التصرفات القمعية التي كانت تمارسها قوات الجيش والأمن ضد أبناء الجنوب ويأتي دور الشباب والأطفال بقطع الطرقات وإحراق الإطارات في الجولات والشوارع ألعامه كنوع من التظاهر السلمي فالشعب الجنوبي لا يملك سوى هذا السلاح وتمسك بالحق السلمي بالدفاع عن أرضه ودولته المسلوبة، لم نكن نبحث عن هوية المعتقل أو المقتول ولا نبحث عن حسن سيره وسلوك للمغدور به الشيء الذي جمعنا بهم انهم من أبناء الجنوب ونتشارك نفس المظلوميه ونحمل نفس الهدف الخلاص من التواجد والهيمنة الشمالية على أرض الجنوب. ومروراً بمرحلة فرض العصيان المدني الجنوبي في المحافظات الجنوبية خصوصاً في عدن حققت هذه الخطوات نجاح كبير في توصيل الصوت الجنوبي للخارج وكذلك في فرض الحضور المجتمعي لرفض الإحتلال الشمالي للجنوب ولكن عندما طالت مدة العصيان المدني وأصبح الشارع الجنوبي فاقد للقيادة المسيطرة عليه أحيانا ، بدأت الناس تتذمر من أعمال قطع الطرقات وتعطيل مصالح الناس آنذاك.. مايحدث الآن في شوارع عدن بعد قضية مقتل الشاب المعلاوي رأفت دنبع رحمة الله عليه هو إستحضار لتلك الفتره التي عانى منها الشعب الجنوبي الظلم والبطش من قوات الأمن المركزي العفاشي ، و ماحدث هو تعاطف الناس مع قضية الشاب المغدور به بالأضافه للاحتقان الشعبي والتجييش الإعلامي ضد قوات الأمن مع تراكم لأخطاء امنيه سابقه لا نعفي القياده الأمنيه من مسئوليتها تجاه تلك الأخطاء وعدم محاسبة مرتكبيها قضائياً.. فمن يخرجون لقطع الطرقات هم أبناء عدن لم يأتوا من خارجها وقد يكون الكثير منهم هم أنفسهم من كانوا يقطعون الطرقات في فترة الحراك السلمي الجنوبي ولذلك نرفض شيطنة الشارع العدني ، وكذلك في الجهه المقابله نرفض قطع الطرقات بهذا الشكل عبر قلابات نيس وكري وغيرها بالأضافه لتواجد مسلحين بين جموع المتظاهرين وصل لحد الاشتباك مع القوات الأمنيه وخوفاً على عدن أولاً وعلى قضية الشاب رأفت ان تذهب كسابقاتها دون حسيب ، فكان من الأسهل الذهاب للاحتجاج في المكان الصحيح سواء كان أمام مقر مكافحة الإرهاب او أمام إدارة الأمن أو أمام مقر وزير الداخلية او أمام المعاشيق فهم المعنيون والمحاسبون على أي خطأ أمني.. من يستغلون الأحداث المتأزمه في عدن ويوظفونها سياسياً هذا شيء اكيد وواضح للمتابع ولكن لنكن صادقين لولا أخطائكم وصمتكم عن ماحدث لما وصل الشارع لدرجة الغليان وماقضية الشاب رأفت إلا بدايه لموجة احتجاجات ستكون أكبر منها في المرات القادمة إذا استمر يتم بنفس الإدارة الأمنية الفاشلة.. رساله لمن يروجون لنظرية المؤامرة واستهداف عدن من أحزاب و جهات خارجية ووو هل تنكرون ان هناك خلل في المنظومة الأمنية يجب تصحيحها؟؟ الوضع في عدن غياب شبه تام للدور الأمني في كثير من شئون المواطنين الحياتية غياب لدور أقسام الشرطة بل بعضها أصبحت مرتع للصوص والبلاطجه باعتراف جهات امنيه عليا ، هناك ارتفاع في عدد ضحايا الأخطاء الأمنية هناك زيادة في معدل الجريمة ، هناك حوادث اغتصاب لأطفال بالجملة لم يحاسب مرتكبوها ، هناك ازدهار لتجارة الحشيش والمخدرات وكثر متعاطوها ، هناك أطقم ومسلحون لا حصر لهم في عدن يتواجدون إينما ذهبت لا أحد يعرف لمن ينتمون ولا أحد يفرق بين رجل الأمن والبلطجي. من ناحية قضية الشاب.. عندما سألت بعض الشباب الذين كتبوا في قضية الشاب متى سيتم التشييع للجثة؟؟ هناك من يقول ان الجثة غير موجوده وهناك من يقول ان اهل الشاب قد دفنوا الجثه وهناك من يقولوا تم قتله بالمستشفى ووووو الأخبار متضاربه والحقيقة أصبح هناك غموض لدى المتابع للأخبار ولا يعرف هل يتوجه للشارع لمساندة أهل الضحية أم يخضع لفكرة رفض الفوضى و لنظرية المؤامرة المحاكة ضد عدن فيلتزم الحياد وهذا ماصادفته لدى الكثير من الشباب الذين عاصروا فترة الحراك ويناصرون القضايا الحقوقية والمجتمعية.. الإعلام الجنوبي للأسف أصبح فاقد للمصداقيه ومسيس. هل هناك مصدر نستطيع الإعتماد عليه؟؟ في رواية وتوصيف القضية وإعطائها حجمها الحقيقي الذي تستحقه وتستحق المساندة من كل أطياف المجتمع الجنوبي فالعمل الذي قام به الشهيد رأفت دنبع بحسب وصف الغالبية ووقوفه مع الطفل المغتصب هو عمل بطولي ويستحق الإشادة.. وفي الأخير لا نتمنى إلا أن يحق الحق ويسود العدل وأن لا تنجر عدن لمربع الفوضى وأن يحاسب و يقال كل متسبب في الفشل الأمني الحاصل في عدن.