المليشياويون فرحون أن إئتلاف سياسي عريض وواسع في الجنوب قد أخفق في عقد مؤتمره الأول في القاهرة نتيجة لأخطاء تنظيمية وإجرائية بحته، وحتى أن كان هناك فيتو سياسي نتيجة لحساسية الشقيقة مصر تجاه حضور بعض القوى السياسية التي لا ترغب بحضورها في إطار فعالية سياسية على أراضيها فهذا حق للشقيقة مصر ولن يؤثر على حبنا لها وعلاقتنا بها، لكنه في ذات الوقت لا يبرر لهذا الطرب المليشياوي لأن مغتصبي الأطفال ومنذ ثلاثة أيام يواجهون أنتفاضة شعبية عارمة في عدن وهذه حالة تدعوا للبكاء لكن من أين للمليشياويين ضمائر حتى تبكي عيونهم على الشرف الذي يدوسونه في عدن والأعراض التي ينتهكونها والممتلكات التي ينهبونها!!! كنت سعيداً طوال ثلاثة أيام قضيناها في قاهرة المعز التي تحتضن ملايين اليمنيين بحب غامر ومشاعر أخوية صادقة وأنا التقي برموز من الجنوب من كل تياراته السياسية المناضلة وفي القلب منهم شباب الحراك الجنوبي وإدركت مدى حاجة هؤلا لتيار سياسي ناضج يدعم شرعية الرئيس هادي ويناضل من أجل الوصول للدولة الإتحادية بأقاليمها الستة، تيار يسند ظهره للناس ولا يستند للمليشيات والبلاطجة وتجار الحرب. نعم حاجتنا لهذا الإئتلاف قوية ليعيد للناس الأمل والأمان بوجود قوة سياسية عاقلة وناضجة ستدير دفة السياسة في الجنوب بما يحقق مصالح الناس في يمن إتحادي من ستة أقاليم تتوزع فيه السلطة والثروة وتبقى الدولة اليمنية والأرض اليمنية واحده بدل أن يتفرق دم اليمن على الملل والنحل والمليشيات وتجار الحروب. في الجنوب تجري عملية تفتيت واسعة بملشنة المجتمع ليسهل إبتلاعة و(مناضلي الهيجة) بما لديهم فرحون المهم يرفعون لهم (خرقة) وهم كالثور الأسباني الأخرق الذي يجري نحو (الخرقة) والسهام تمزق جسده ليخر صريعاً في الأخير، ليأتون (بخرقة) أخرى لثور آخر وقد رأينا (خرق) أخرى ترفع في أماكن أخرى رماها الناس لكن ربما تدعوا الحاجة لرفعها مجدداً لتخر الأثوار الواحد تلو الآخر. نحن في صراع عظيم في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ اليمن بعد أن فرضت علينا المليشياء الإيرانية الحوثية في صنعاء نفسها وأستجاب لها البعض في إقليم أزال تحت تأثير شغل المحركات الطائفية وشهوة التملك والسلطة وبدل المحافظة على اليمن كما تدعي هذه المليشياء الإيرانية أوصلته إلى الحضيض قتلاً ونهباً وتدميراً ودخل اليمن كل من هب ودب من أقصى العالم إلى أقصاة بحثاً عن مصالحهم حتى أصبحت العمالة مفخرة والإرتزاق وسيلة للعيش والإستعمار شراكة وهؤلا في غيهم سادرون يعيشون على الشعارات والصرخات العنصرية الكاذبة التي أوردت اليمنيين موارد الهلاك وبدون أدنى صحوة ضمير من هؤلا الحوثيين لمراجعة ما يفعلون. في هذه اللحظة من تاريخ اليمن يجب على كل الشرفاء التمسك بالشرعية والدعوة لوضع الشراكة بيننا كدولة وبين أشقائنا في التحالف محل التقييم والمراجعة وبودي في ختام هذه المقالة المختصرة أن أقول لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الشاب الذي نعلق على قيادته آمالاً كبار صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان أن اليمن قضية كبرى والعلاقة مع شرعيتها بالضرورة تقييمها وصياغتها بصورة مختلفة لأن حصاد الأربع سنوات من هذه الحرب يقول لنا الكثير لو كنا نقراء الأحداث جيداً وحجور شاهد حي ينزف أمام أعيننا هذه اللحظة، لكي لا تنتهي صنعاء نهائياً في يد إيران. بالنسبة للإئتلاف الوطني الجنوبي سيولد على أرض الوطن نوعدكم بذلك فهو الخيار السياسي الذي سيخرج الجنوب من عملية التفكيك بالملشنة إلى التماسك ووضع اليد بيد أخوتنا من محافظاتنا الشمالية البطلة والمكافحة لنصنع معاً فجر اليمن الإتحادي الجديد بأقاليمه الستة ولو كره المليشياويون شمالاً وجنوبا.