شتان الفارق بين أسبوع مانشستر يونايتد وأرسنال، فريقاً حقق المعجزة في الأراضي الفرنسية، وآخر عاش كابوساً حقيقياً على نفس الأرض. مانشستر حقق المعجزة وقلب تأخره أمام باريس سان جيرمان، ليفوز 3/1 بعشر غيابات ودكة أغلبها من أكاديمية النادي. تأهل الشياطين الحمر بقيادة أولي سولشار إلى دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، جاء بعده سيناريو مخالف لأرسنال في الدوري الأوروبي. المدفعجية رفضوا مصالحة الجماهير بعد التفريط في الفوز على توتنهام بديربي لندن، ليتعرضوا لهزيمة صادمة من رين بثلاثة أهداف مقابل هدف. ملعب الإمارات يشهد مواجهة حاسمة بين الثنائي غداً الأحد في الدوري الإنجليزي، مباراة ربما تساهم كثيراً في رسم ملامح هذا الموسم. مواجهة مصيرية المباراة تمثل حلقة هامة ومفصلية في صراع الأربعة الكبار هذا الموسم، الهدف الأهم لكل منهما من اجل التأهل لدوري ابطال أوروبا. مانشستر يأتي في المركز الرابع ب58 نقطة، بفارق 3 نقاط عن توتنهام الثالث، بينما يأتي أرسنال خامساً ب57 نقطة، وتشيلسي سادساً ب56 ولديه مباراة مؤجلة. فوز أرسنال سيعني عودته للسباق بقوة، خاصة وأن مانشستر لديه مباريات صعبة قادمة أمام سيتي وتشيلسي، بينما واجه المدفعجية جميع الكبار. أما خسارة الفريق اللندني سيطيح به بشكل كبير من الصورة، ليبقى الصراع بين تشيلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام. الهزيمة قبل مباراة رين وحاجة أرسنال لقلب خسارته 3/1، قد تهدم الفريق معنوياً ليفشل أيضاً بالدوري الأوروبي وينتهي موسمه تماماً. معركة تكتيكية رغم عدم الفوز سوى في مباراتين فقط أمام الكبار، إلا أن إيمري يمتلك قدرة كبيرة على قراءة الخصم في المواعيد الكبرى. الإسباني قدم لوحة تكتيكية مبهرة في التعادل مع ليفربول وتوتنهام، والفوز كذلك على سبيرز وتشيلسي. من المؤكد أن إيمري سيلعب المباراة بخطة خاصة، لأن موسمه بالكامل يتوقف على تلك المواجهة. صعوبات عديدة تواجه إيمري، أبرزها إيقاف لوكاس توريرا والمستوى السيء لبيير أوباميانج والحالة النفسية السيئة لفريقه. وعلى الجانب الآخر وبالتخصص، سولشار لديه سجلاً جيدأ أمام الكبار بانتصاراته على تشيلسي وتوتنهام والتعادل مع ليفربول. النرويجي بكل تأكيد سيستخدم أسلحته جيدأ مع عودة المصابين نيمانيا ماتيتش، أنطوني مارسيال وأندير هيريرا. سلاح المرتدات من أهم ما يمتلكه يونايتد، واستخدمه للفتك بالمدفعجية في نفس الملعب بكأس الاتحاد، وربما نراه يستخدمه مرة أخرى. تأكيد الهيمنة مانشستر يذهب للعاصمة الإنجليزية لندن وهو يتمتع بثقة كبيرة، ليس فقط بنجاحه الأوروبي التاريخي، ولكن لتفوقه الواضح على المدفعجية في السنوات الأخيرة. أرسنال فاز مرة وحيدة فقط من آخر 7 مباريات بين الفريقين، بواقع تعادلين و4 انتصارات للشياطين الحمر بالمواجهات الست الأخرى. يونايتد يمر بواحدة من أفضل فتراته منذ رحيل السير أليكس فيرجسون، والفوز على أرسنال له طعم خاص سيمنح لاعبيه ثقة أكبر فيما تبقى من الموسم. سولشار بطبيعة لعبه من قبل أمام المدفعجية، يعلم مدى قيمة المباراة، وشارك في بناء الحاجز النفسي الذي يعاني منه الفريق اللندني أمام الشياطين الحمر. استعادة الثقة النقيض تماماً لأوناي إيمري وفريقه، آخر مباراتين لعبهما أرسنال على ملعبه ضد مانشستر على أرضه بملعب الإمارات كانت النتيجة واحدة الخسارة 3/1. حاجز نفسي تراكم منذ سنوات، الآن يتحمله المدفعجية بروح معنوية منخفضة بعد السقوط الأوروبي والفشل في الديربي. الفوز يعني عودة الروح والثقة مرة أخرى، وتفادي سيناريو كارثي يعني انهيار الموسم بالكامل، وهي النتيجة الحتمية في حالة الخسارة. فقدان أرسنال للاستمرارية وفوزه بمباراتين فقط أمام الكبار هذا الموسم، بدأ يثير التساؤلات حول إيمري ومشروعه بالكامل. هزيمتين من مانشستر سيتي، خسارة من تشيلسي وسقوط مدوي من ليفربول وتعادلات محبطة أمام توتنهام ويونايتد، جميعها نتائج تجعل السقوط أمام الشياطين ضربة قاضية للموسم. الثأر انتصار مانشستر على أرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي بثلاثة أهداف مقابل هدف، لم يكن مجرد انتصار طبيعي يمر مرور الكرام. الطريقة التي خسر بها أرسنال وهو عاجز تماماً أمام ملعبه، تسبب في إهانة كبيرة له وجماهيره، امتدت بما فعله جيسي لينجارد صانع ألعاب الشياطين، واحتفاله الذي استفز جمهور ملعب الإمارات. لينجارد لم يكتفي بالصمت بعد المباراة، بل واصل استفزازه لأرسنال بنشر صورة له على ملعب الإمارات أثناء رقصته الاحتفالية وعلق عليها :"ساحة الرقص". ظهور لينجارد مرة أخرى على نفس الملعب سيكون مثيراً للاهتمام، هل يرد أرسنال الصاع صاعين، أم يعاود اللاعب الرقص مرة أخرى في حالة جاهزيته للمباراة.