تتجه الأنظار إلى ملعبي (الإمارات) غدا و(ستامفورد بريدج) اليوم في المرحلة الخامسة والثلاثين من الدوري الإنجليزي لكرة القدم كونهما يحتضنان مباراتين حاسمتين ستحددان بشكل كبير بطل الموسم الحالي.. الأولى بين آرسنال الثالث وغريمه مانشستر يونايتد المتصدر.. والثانية بين تشلسي الثاني وحامل اللقب وجاره توتنهام الخامس. ويتصدر مانشستر يونايتد الترتيب برصيد (73) نقطة بفارق (6) نقاط أمام تشلسي و(9) نقاط أمام آرسنال الذي تبخرت آماله بشكل كبير في المنافسة على اللقب بعد خسارته أمام مضيفه بولتون (1-2) في المرحلة الماضية، فيما يقبع توتنهام في المركز الخامس برصيد (55) نقطة. وتكتسي مباراة ملعب (الإمارات) المقررة غدا الأحد أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفريقين، فأصحاب الأرض متشبثون بالأمل الضئيل جدا في المنافسة على اعتبار أن الحظوظ حسابياً لا تزال قائمة خصوصاً وأن مانشستر يونايتد تنتظره قمة نارية في المرحلة السادسة والثلاثين أمام ضيفه تشلسي وبالتالي فإن فوز المدفعجية الأحد وسقوط الشياطين الحمر أمام تشلسي سيقلص الفارق إلى 3 نقاط قبل مرحلتين من نهاية الموسم. كما أن الفريق اللندني يسعى إلى وقف نزيف النقاط ومعانقة الفوز مجددا للإبقاء على أماله في إنهاء الموسم في المركز الثالث على الأقل وضمان المشاركة المباشرة في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعد تعادلين وخسارة في مبارياته الثلاث الأخيرة، خصوصا وأن مانشستر سيتي يشدد الخناق عليه بقوة ومرشح لانتزاع المركز الثالث في حال واصل رجال المدرب الفرنسي آرسين فينغر إهدار النقاط. من هنا تكمن أهمية مباراتي الغد خصوصاً للفريقين اللندنيين تشلسي وآرسنال، فالأول يطمح إلى الإطاحة بتوتنهام وخدمة من جاره الآرسنال بالفوز على مانشستر يونايتد حتى يقلص بدوره الفارق إلى (3) نقاط قبل مواجهتهما الساخنة في المرحلة المقبلة، بيد أن مهمته لن تكون سهلة في مواجهة مانشستر يونايتد الساعي إلى مواصلة مشواره الناجح نحو اللقب التاسع عشر في تاريخه وتحطيم الرقم القياسي في عدد الألقاب الذي يتقاسمه مع ليفربول، وتوتنهام الذي يتوق إلى إنهاء الموسم بين الأربعة الكبار لضمان المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي أبدع فيها الموسم الحالي وخرج من ربع النهائي على يد ريال مدريد الإسباني. ويدخل مانشستر يونايتد مواجهة آرسنال بمعنويات عالية بعدما قطع شوطًا كبيرًا في بلوغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا المقررة على ملعب ويمبلي في 28 مايو المقبل بفوزه الثمين على مضيفه شالكه الألماني (2-صفر) في ذهاب دور الأربعة. ويملك رجال المدرب اليكس فيرغوسون الأسلحة اللازمة لحسم نتيجة المباراة في صالحهم وطرق المسمار الخير في نعش آرسنال في مقدمتها الولد الذهبي واين روني صاحب الهدف الثاني في مرمى شالكه والدولي المكسيكي خافيير هرنانديز تشيتشاريتو صاحب هدف الفوز في مرمى ايفرتون في المرحلة الماضية وصاحب التمريرة الحاسمة التي سجل منها روني هدفه في مرمى شالكه. وحذر المدافع الفرنسي باتريس ايفرا زملاءه كي يكونوا جاهزين لردة فعل المدفعجية.. مشيرًا إلى أن الأخيرين سيكونون أكثر تصميما للدفاع عن سمعتهم ووقف مسيرة مانشستر يونايتد نحو اللقب التاسع عشر.. وقال ايفرا: "آرسنال متعطش للفوز وسيبذل كل ما في وسعه لتحقيقه، وإنها مسألة حياة أو موت بالنسبة إليهم، وهنا يكمن الخطر".. وتابع "إنهم يريدون إظهار أنهم لا يزالون قادرين على الفوز باللقب". ولم يفز آرسنال على مانشستر يونايتد في أية مسابقة منذ نوفمبر 2008م، وهو خسر آخر مباراتين له على أرضه أمام مانشستر يونايتد، ومع ذلك حذر ايفرا من الإفراط في الثقة، وقال: "لدينا سجل جيد في آرسنال ولكن الإحصاءات يمكن أن تتغير بسرعة". من جهته أكد فينغر على ضرورة الفوز على مانشستر يونايتد، وقال "الفوز مهم جدا بالنسبة لنا، تلقينا ضربة موجعة الأحد الماضي بتلقي شباكنا هدفا قاتلا في الدقيقة الأخيرة أمام بولتون، ولذا فمن الأهمية بمكان أن نظهر بأن معنوياتنا قوية وعالية وأن ننهي الموسم بروح قتالية".. وأضاف "مانشستر يونايتد هو الآن في موقف قوي جدا، ولكن علينا أن نقاتل حتى الثانية الأخيرة من البطولة".. وتابع "لنكن صريحين، فالتتويج باللقب بعيد علينا الآن، ولكن فخر مجموعتنا هو إنهاء الموسم بضمان المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ولذلك يجب أن نحارب حتى لو أنها مجرد فرصة ضئيلة للتتويج". وفي المباراة الثانية، يأمل تشلسي في مواصلة انتصاراته المتتالية في الآونة الأخيرة ورفعها إلى (5) ليشدد الخناق على الشياطين الحمر خصوصاً وأنه يلعب قبلهم ب(24) ساعة.. ويدرك تشلسي أن الفوز وحده يبقي حظوظه في الدفاع عن لقبه وينقذ رأس مدربه الإيطالي كارلو انشيلوتي خصوصا بعد خروج الفريق خالي الوفاض من جميع المسابقات آخرها دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر يونايتد بالذات من ربع النهائي.