بعد مرور اكثر من اسبوع على مليونية الذكرى السابعة للتصالح والتسامح ، لازال الجنوبيون يخرجون في مسيراتهم السلمية في كل المدن والبلدات الجنوبية مطالبين بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة ، فهم لم يمكثوا كثيرا ليتغنوا بمليونيتهم التي كسرت جدار التعتيم الاعلامي ، لأنهم قادرون على توجيه الرسالة تلو الاخرى ولايستطيع كائن من كان على وجه المعمورة ان يوقفهم او يصم آذانه عن هتافاتهم ومطالبهم ، فليس من الحكمة ان يتجاهل المجتمع الدولي تلك الرسائل التي كانت قبلاً تصطدم بجدار التعتيم الاعلامي فيعود رجع الصدى الى الداخل ، نعم ليس من الحكمة على الاطلاق ان تستمر دوائر القرار الدولي في غض الطرف عن مايدور ويعتمل في الساحة الجنوبية ، ليس من الحكمة ان تقرأ الرسائل بالطريقة التي يشتيهها اصحاب الاجندات الخاصة ، عليهم ان يعوا جيداً ويتخذوا العبر من ثورات الشعوب التحررية ، فشعب الجنوب ماض بثبات وعزيمة وارادة نحو تحقيق هدفه المنشود . ويبقى السؤال الأهم الان ماذا بعد تحطيم جدار التعتيم ؟؟ هل ستنتظر وسائل الاعلام المختلفة الاقليمية والدولية مناسبة اخرى لتبادر في تغطيتها ؟ بالتأكيد الامر لايعدو مجرد صيغ أخبارية يتفنن في صياغتها بعض الاعلاميون تبتعد كثيراً عن مضامين الحدث او تغطيات للمهرجانات المليونية فحسب ، عليهم ان يستمروا في اداء رسالتهم ويضطلعوا بمهامهم النبيلة الملقاة على عاتقهم ، عليهم يقع الدور الان في توجيه التساؤلات لأنفسهم لماذا كان جدار التعتيم خلال مسيرة ثورة الجنوب السلمية ؟؟ هذا الجدار الذي سيضل وصمة عار في جبين البشرية عامة وممتهني مهنة الصحافة خاصة ، وصمة عار في جبين اولئك الذين يدعون مناهضتهم ومحاربتهم للإرهاب والارهابيين ، منظمات كانت او حكومات ودول ، لأن هذا الجدار اوجدته جهات واطراف اقليمية ودولية تنتهج سياسات واجندات خاصة تخدم مصالحها ولاغير سوى مصالحها ، فأحكمت بنيانه ليكون سدأ منيعاً يحجب حقيقة مايجري في الساحة الجنوبية من حراك شعبي بزخم ثوري سلمي ، وعن مايرتكبه بالمقابل نظام الاحتلال بقواته العسكرية والامنية ومليشياته وبلاطجته من جرائم بشعة منتهكة لحقوق الانسان وجرائم قتل واغتيالات واختطافات ومداهمات لمساكن المواطنين واعتقالات للناشطين الشباب قبل وبعد كل فعالية سلمية ، لكن ذلك لم يثني ابناء الجنوب من المضي قدماً في نضالهم التحرري السلمي لإستعادة دولتهم المغتصبة . لذلك لا ينبغي ان تنحصر التغطيات الاعلامية على الفعاليات التي ينظمها الحراك فحسب ، بل يجب ان يتم الكشف عن تلك الجرائم التي ارتكبها نظام الاحتلال وقواه الظلامية الحاقدة بحق ابناء الجنوب ، عليهم ان يفتشوا في تلك الملفات ويكشفوا كل المخططات والممارسات القمعية ، فهذا مايشفع لهم اليوم صمتهم طيلة تلك السنوات وتعاميهم عن مايدور في الساحة الجنوبية . وفي ذات الوقت نجد انفسنا كجنوبيين انه من الواجب علينا ان نتقدم بالشكر والتقدير لكل مراسلي وصحفيي وسائل الاعلام العربية والاجنبية التي نقلت مهرجان التصالح والتسامح ، وعلى الحراك الجنوبي ان يستمر في التصعيد من فعالياته حتى ان عاد جدار التعتيم مجدداً .