يتم التحضير لمسيرة مليونية في يوم التسامح والتصالح في 13 يناير على غرار مسيرة ذكرى الثلاثين من نوفمبر. نقلت شبكة "الطيف" عن القيادي بالحراك الجنوبي شلال علي شايع دعوته ابناء الجنوب عامة للحشد الى عدن بذكرى التصالح والتسامح بمليونية اخرى بهذه المناسبة باعتبارها هي الاغلى على شعب الجنوب، الذي اثبت فيه قدرته على صنع التاريخ من جديد بعد ان حاول الاعداء زرع الكراهية بين الاخوة في الدم والمصير. وفي تطور لافت فقد استغل علي سالم البيض اجتماع مجلس التعاون في المنامة الذي اختتم يوم أمس لتوجيه رسالة دعا فيه قادته إلى إيجاد مبادرة خليجية على غرار ما تم قبل عام، وقال "بما أن المبادرة الخليجية التي وضعتها دولكم والتي حدّت من العنف والصراع على السلطة في الجمهورية العربية اليمنية، فإننا نطالبكم بحق الإخاء العربي وبحق الدين والجوار سرعة تدخلكم بإيجاد مبادرة خليجية يتم تخصيصها لحلّ قضية شعب الجنوب بما يناسب تطلعات هذا الشعب الذي يناضل سلمياً منذ 2007م، مطالباً بحقه في نيل حريته واستقلاله وسيادته على أرضه. وقال البيض في رسالة بعث بها إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين اختتموا اجتماعاتهم الاثنين، تلقّت يونايتد برس إنترناشونال نسخة منها " نتمنى من اجتماعاتكم هذه أن تعطي قضية شعب الجنوب المحتل مزيداً من الاهتمام ضماناً للاستقرار الإقليمي، الذي يهمنا جميعاً لكي نستعيد دولة الجنوب". وأثنى البيض على اهتمام دول الخليج بالقضية الجنوبية من خلال لقاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزيّاني في السابع عشر من الشهر الجاري بعدد من الشخصيات الجنوبية في العاصمة السعودية الرياض واعتبرها بادرة طيبة. وذكر البيض في رسالته إلى أن دول الخليج سبق وأن حددت موقفاً إيجابياً حول الصراع بين الشمال والجنوب عند اندلاع حرب العام 1994م بأن أكدت على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة. وقال: "إن مجلس التعاون الخليجي أصبح مدعوّاً أكثر من أي وقت مضى للشروع في تحديد نقطة الانطلاق للخروج بحلول ناجعة للأزمة القائمة بين الشمال والجنوب، تعزز من الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة. وطالب من قادة دول الخليج أن ينظروا بعين المسؤولية تجاه معاناة شعب الجنوب، وأن يأخذوا بالاعتبار الإرادة الشعبية المعبر عنها يومياً في ساحات النضال السلمي.. هذه الإرادة الجمعية المطالبة باستعادة دولة الجنوب منذ عام 1994م وحتى اليوم . وناشد قادة دول الخليج التدخل الفوري من قبل مجلس التعاون لوقف الانتهاكات والجرائم اليومية التي تقوم بها قوات نظام صنعاء من قتل المواطنين الآمنين وترويع السكان وبالتدخل الفوري لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الجنوبيين ورفع الحظر على التعتيم الإعلامي على قضية شعب الجنوب. وإذ انعكس خلاف قيادات الحراك على فعاليات الشارع الجنوبي بحيث قلت نسبة المظاهرات المطالبة بالانفصال إلا أنها لم تنته تماما. حيث ندد مشاركون في تظاهرة دعا لها مجلس الحراك السلمي بحوطة لحج الاثنين بما يحدث في منطقة التخيلية بمديرية المسيمير من قبل قوات الجيش، التي شهدتها المنطقة قبل عدة أيام ادى الى ترويع المواطنين الآمنين في منازلهم . وطالب المشاركون في التظاهرة التي انطلقت من ساحة التحرير والاستقلال ورفع فيها أعلام الجنوب وصور الشهداء والرئيس البيض والزعيم باعوم كافة المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لتقصي حقيقة ما حدث ومحاسبة من تسبب في ذلك.. مجددين تأكيدهم على عدم الدخول في أي حوار إلا على أساس دولتين. كما تحركت مسيرة ليلية غاضبة من مخيم التحرير والاستقلال بمنطقة القلوعة عدن مساء السبت في اطار التصعيد الثوري السلمي وبرنامج الفعاليات الاسبوعية للثورة الجنوبية التحررية، شارك فيها المئات من انصار الحراك الجنوبي، رافعين أعلام دولة الجنوب وصور الشهداء الجنوبيين وصور الرئيس علي سالم البيض، مرددين شعارات الثورة الجنوبية وشعارت اخرى مناوئة لمزعوم الحوار الوطني اليمني، معلنين رفضهم القاطع والتام لأي مشاريع صغيرة تنتقص من إرادة شعب الجنوب التواق للتحرير والاستقلال الناجز واستعادة دولته المحتلة، طافت المسيرة عدداً من شوارع القلوعة الرئيسة والفرعية. وفي محاولة للمّ الشمل الجنوبي اعلن نشطاء جنوبيون الأحد عن مشروع مبادرة بتشكيل مجموعة اتصال للتهيئة للحوار (الجنوبي - الجنوبي) من 31 ناشطاً، تتولى أعمال تهيئة الحوار والسعي لتقريب وجهات النظر والمواقف بين القيادات الجنوبية والكيانات السياسية في عموم الجنوب . وكان اتهم الناشط والقيادي في الحراك الجنوبي/ اديب العيسي بمايسمى القيادة التاريخية انها العائق امام اراده شعب الجنوب. ادلى بذلك في اللقاء التشاوري الذي تم في منزل المناضل محمد حيدرة مسدوس وجمع من القيادات. حيث قال: الكل يعلم ان التسامح والتصالح المبدأ الراسخ، الذي اعلنه شعبنا في 13 يناير 2006م وانطلق شعبنا بثورته السلمية على ضوئه وبحراكه السلمي، الذي عبّر عن أروع صورة سلمية في العالم، انعكست فيما بعد على ثورات الربيع العربي. واضاف: ولكن للأسف الشديد -ان مايسمى القيادة التاريخية لم تستجب لإرادة الشعب، بل مارست فرض الوصاية بالمال السياسي بدلاً من الذهاب الى الوفاق السياسي الجنوبي المنشود، والذي الهدف منه الدفاع عن المصلحة العليا لشعب الجنوب العظيم، وهم يعلمون جميعا ان التسامح والتصالح أُسس لردم هوة صراعات الماضي بكل آلامه وتراكماته.