في عام التسامح بين الأديان الذي أعلن في لقاء أبوظبي الموسع بإشراف بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر وبرعاية رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عارضت انعقاده قطر وقلل من شأنه إعلامها, تحدث فيه أبشع جريمة إنسانية يسقط ضحيتها تقريبا خمسين مصلي في مسجدين في نيوزيلاندا, تم الاعتداء عليهم بهجوم مسلح واحد متطرف وفي آن واحد, وبنفس القدر الذي نعبر عن إدانتنا لهذا الفعل المشين الغير إنساني نتقدم بالعزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة وللشعب في نيوزيلاندا. وجريمة تؤكد أنه لا دين ولا وطن للإرهاب غير فكر التمييز العنصري والتطرف وثقافة الكراهية والاستعلاء والكيل بمكيالين التي تبثهما بعض وسائل الإعلام وفي مقدمتها قناة الجزيرة ويرعاهما النظام القطري. كيف؟! وما دخل الجزيرة؟ سؤالان قد يتواردان فعلا عندما نحشر اسم قناة الجزيرة في جمعة دامية في نيوزيلاندا؟ لأن قناة الجزيرة تحشر أنفها في كل شيء لتكون السباقة مثلها مثل سائر القنوات لكنها تكيل بمكيالين وتنقل ما يدخل مزاجها ويلبي توجهها في التأثير الفكري المتطرف وتنشر التشدد, كان لها أن تشغل بلنا للرد عليها بل ومواجهة عدائيتها. فأي جريمة تربطها بحقوق الإنسان صدعت رؤوسنا بأكاذيبها تذكر منظماتها أكثر من ذكرها لله الذي خلق الإنسان وأوجد صفاته ووضع قواعد حقوقه. وهي اليوم وما حدث فيه من إراقة دماء تحاول الهروب من حقوق الإنسان ولا تربط ما حدث بها . تتحاشى دعوة المنظمات الإنسانية الدولية هيومن رايتس ووتش والحقوق والحريات أمنستي لتحديد موقفهم من هذه الجريمة الشنعاء بحق الإنسانية. تتثاقل في مسألة تقديم طلب من أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين يتخذون منها منبرا والموالين لنظام قطر تحديد موقفهم, في حين العالم العربي والإسلامي يتطلعان إلى سماع بيانات تصدر عن تلك الجهات فهل يتحقق ذلك أم لا؟!
العمل الإرهابي مؤكد نفذه شخص يميني متطرف حصد عشرات الأرواح في لحظة حسب تصريحات رسمية من الحكومتين النيوزيلاندية والاسترالية ولاشك أنه تم القبض على المنفذ والمشتبه بهم وسيتم محاكمتهم ولكن, ثم لكن هل ستتوجه المنظمات الإنسانية والحقوقية وأعضاء من الكونجرس والعموم البريطاني إلى نيوزيلاندا لمتابعة مجريات المحاكمة والاطلاع والمشاركة في المقاضاة , أم إنهم يعتبرون ذلك تدخل في شئون نيوزيلاندا واستراليا؟! هل سيتوجهون لمعالجة الكراهية والإرهاب من جذورهما؟ كيف سيعالجون عالميا الكراهية والإرهاب بين تشجيع الهجرة في مواجهة ظاهرة معاداة الهجرة؟! من وراء الظاهرتين؟ وهل ستتم محاسبتهم؟