تحدثنا مسبقا عن الطريق الواصل بين محافظة أبين ومحافظة عدن وعن الحفر والكثبان الرملية في الطريق والتي اودت بحياة الكثير من المواطنين. بفضل الله حدثت إستجابة، والعمل جاري وبشكل يومي لإزالة الكثبان الرملية بالرغم أن الإزالة التقليدية للرمال ليست هي الحل الجذري لمواجهة زحف الرمال لكن نأمل بإذن الله تعالى أن تتم الإستعانة بذوي الخبرات ووضع الدراسات وتنفيذها على أرض الواقع للتخلص من هذه المشكلة. محور حديثي اليوم سوف يتطرق على ما شاهدته خلال الأسبوع المنصرم عند مروري من منطقة دوفس الساعة 7:30 مساءً. شاهدت مجموعة من العمال الذين يتبعون مكتب الأشغال العامة والطرق م/أبين وهم يقومون بردم الحفر بالأسفلت (الدامر). ما كان يقوم به العمال من أعمال في ذلك الوقت المتأخر يشكرون عليه .. وفي نفس الوقت يجب أن يحاسب المسؤول عليهم، ليس لأنه جعلهم يعملون في ذلك الوقت، بل لأن العمل كان باللهجة الأبينية "مخارجة". كيف مخارجة؟!!! كانوا يعملون في الساعة 7:30 مساءً وكان الظلام دامس ولا شيء يضيء لهم وحشتهم غير إنارة لسيارة صغيرة تتبعهم، فكانوا يضعون الأسفلت على الحفر ويفرشونه بأيديهم ويطئون عليه بأرجلهم. وهذا الشيء حقيقةً لأول مرة اشاهده كوني في السابق كان يعجبني ملازمة عمال ومهندسي الطرقات وتتبع المراحل الذي يقومون بها في فرش الأسفلت والوسائل التي يتم استخدامها لتثبيته. في اليوم التالي إلتقيت بأحد العمال من الذين كانوا يعملون بردم تلك الحفر، وتناقشنا حول عملهم في ذلك الوقت واستخدام تلك الطريقة لردم الحفر. الرجل اعترف ان الطريقة كانت غير صحيحة ولكن برر ذلك بأن مكتب الاشغال العامة م/ أبين ليس لديه دكاكة لتثبيت الأسفلت، واوضح أيضا انهم يعملون من الصباح الباكر وبدأ العمل من نقطة العلم وكانت معهم دكاكة تتبع مكتب الاسغال العامة والطرق م/ عدن. ومع حلول الظلام غادرت الدكاكة دون ان ينهي صاحبها العمل متعذر انه لا يعمل في المساء. وقال: "اضطررنا ان نكمل بقية العمل بأيدينا وأوضح ان مرور الشاحنات والسيارات على الأسفلت بعد وضعه في الحفر سيعمل على تثبيته." ما يتضح لنا أن العمل مشي حالك، ولا توجد رقابة عليه. كان من المفترض من مكتب الطرقات في أبين ان يلزم صاحب الدكاكة بالعمل الى ان ينتهي العمل، او تحدد وقت محدد للعمال بالعمل فيه، وليس أن يعملوا من الصباح الباكر عمل نموذجي ويختتموها بكلفتتة الأمور. العمل أمانة "أن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". فما شاهدته كان الظاهر ودليل واضح على الفساد والذي سببه المسؤولين والمواطنين أنفسهم. وما خفي كان أعظم. الله المستعان.