لم تعد العملية التربوية والتعليمية مسئولية فردية يتحملها فرد دون فرد أو فئة دون فئة ، بل أصبحت الشراكة المجتمعية مطلوبة من كل الفئات والقطاعات والهيئات والمؤسسات اي من كل أفراد المجتمع . إلا انها مطلوبة وبالدرجة الأولى من أولياء الأمور ومن الأسرة بصفة خاصة . وإذا أطلقنا مصطلح أولياء الأمور فنقصد به الأبآء والأمهات أو من يحل محلهم من الأقارب في حالة عدم تواجدهم . حيث ان أولياء الأمور هم أصحاب المصلحة الحقيقية في التعليم . حيث أولت وزارة التربية والتعليم جانب المشاركة المجتمعية ومجلس الآباء والأمهات أهمية كبيرة لذلك فان مشاركة المجتمع في العملية التربوية والتعليمية بشكل عام ومجلس الآباء والأمهات بشكل خاص تعتبر محور من المحاور الرئيسية في استراتيجية التعليم والتعلم . وبما ان المدرسة تعمل على تشكيل وتنظيم مجلس الآباء والأمهات بغرض القيام بمهامه العامة ومهامه تجاه تحسين التعليم وتجاه صيانة المبنى المدرسي والأثاث والتجهيزات وتحسين البيئة المدرسية كذلك من اختصاصات تلك المجالس ان تتعرف المدرسة على بيئة التلاميذ وذلك عبر أحد شرائحها وهو الاخصائي الاجتماعي ، كذلك توثيق العلاقة بين المدرسة والاسرة والمجتمع ، ايضاً الاشتراك في حل بعض المشكلات المدرسية ، كذلك نشر الوعي التربوي ببن شرائح المجتمع ونشر الوعي الصحي بالتعاون مع المراكز الصحية ، ايضاً الاشتراك والمساهمة في سد حاجات المدرسة من اثاث وبناء ووسائل تعليمية وذلك من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للمدرسة . لكن في ايامنا الراهنة للأسف بعض الناس اليوم لا يفهمون مهام واختصاصات مجلس الآباء والأمهات التي تنساق وتدخل في أطر اللوائح والانظمة التربوية والتعليمية حتى تخلق علاقة ثنائية بينها وبين المدرسة فيسيرا بشكل متوازي كلٌ يكمل الآخر حتى يصلا إلى طريق النجاح . والبعض الآخر من الناس لا يستطيعون يميزون ويقارنون بين فعالية ونشاط تلك المجالس وبين ركودها فإذا رأوا ثمار مجلس الآباء والأمهات واضحة وجلية ظن أولئك الناس بان هذه تدخلات خاطئة من قبل أعضاء تلك المجالس ، بما ان كفاءة ونشاط أعضاء مجلس الآباء والأمهات تعتبر العنصر المساعد في تمهيد الطريق وتذليل الصعاب أمام العمل التربوي والتعليمي لذلك لا بد ان تكون حلقة الوصل بين المدرسة والمجتمع مترابطة وقوية حتى تصبح كتلة واحدة يصعب زحزحتها او نقلها إلى مكان آخر ، هذه الكتلة تصب وتهدف في خدمة ابناءنا التلاميذ جميعاً دون استثناء . والخطأ الكبير الذي يتولد عن غير فهم من قبل أعضاء مجلس الآباء والأمهات ظناً منهم ان لهم الصلاحية والتدخل الكامل في القرارات المتعلقة بالعمل التربوي والتعليمي داخل المدارس المتعار ضة اصلاً مع لوائح وانظمة العمل . لذلك لا بد لهم من الالمام الكامل بمهامهم واختصاصاتهم الحقيقية حتى لا يشكل عليهم مهامهم مع مهام الإدارات المدرسية والهيئة التعليمية حتى يسير العمل التربوي والتعليمي والمشاركة المجتمعية بكل سلاسة وسهولة مما يؤثر تأثيراً إيجابياً في رفع المستوى التعليمي بشكل جيد داخل جميع المدارس .