يمثل مجلس الآباء في المدارس إحدى الركائز المساندة والداعمة للإدارة المدرسية كما يعتبر همزة الوصل بينها وبين الأسرة .. ورغم أهميته إلا أنه غائب في كثير من مدارسنا اليوم فإن نظام التعليم الحديث يتمثل في إشراك جميع الجهات في العملية التعليمية، ومنها المجتمع المحلي متمثل في مجالس الآباء والأمهات فلم يعد محصوراً على الجانب الحكومي وهذا ما تسعى إليه الجهات المانحة في اليمن من خلال تفعيل دور هذه المجالس حيث يتطلب اختيار كوادر جيدة ونشيطه لهذه المجالس ولكن للأسف يلاحظ إهمال في بعض المديريات . ولتحسين و تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات أقام البرنامج اليمني الألماني لتحسين التعليم العام ( الجي آي زد) دورة تدريبية للآباء والأمهات بمديرية صنعاء القديمة ولأهمية الموضوع أجرينا الاستطلاع التالي مع بعض أولياء الأمور متحدثين عن دور مجالس الآباء والأمهات .. المسئولية جماعية الأستاذ. فهد علي المطيري مدرب تحدث قائلاً : لم تعد العملية التربوية والتعليمية مسئولية فردية تتحملها الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم بل مسئولية الجميع من كل الفئات والقطاعات والهيئات والمؤسسات وكل الشرائح الاجتماعية . إلا أنها مطلوبة بالدرجة الأولى من أولياء الأمور ومن الأسرة بصفة خاصة فهم أصحاب المصلحة الحقيقية في التعليم والمرتبطون به ارتباطاً مباشراً ومن ثم فدورهم هو الأشد تأثيراً أو الأكبر حجماً في الأداء التربوي والتعليمي وفي الظروف المرتبطة بهذا الأداء. تأسيساً على ذلك كان اهتمام وزارة التربية والتعليم بمجالس الآباء والأمهات كأهم الأدوات لتفعيل المشاركة المجتمعية في العملية التربوية والتعليمية , ولتدعيم عمل مجلس الآباء والأمهات ومساندة تأثيرها الإيجابي في الميدان حرصت الوزارة على ممارسة هذه المجالس لمهامها عبر اعتماد اللائحة التنظيمية لمجالس الآباء والأمهات التي تم تطويرها عام 2009م. إضافة إلى إعداد دليل تدريبي لمجالس الآباء والأمهات يتناسب مع المستوى التعليمي لأولياء الأمور في المجتمع اليمني ,هذا الدليل يسهم في مساعدتهم على استيعاب أهداف ومهام وأنشطة المجلس وحتى يتمكنوا من أداء أدوارهم المتوقعة وفق اللائحة التنظيمية لذلك وزارة التربية والتعليم تعول كثيراً على مجالس الآباء والأمهات في مساندة جهود الوزارة لإحداث تأثير حقيقي وملموس على صعيد تحسين التعليم في اليمن , متجاوزة بذلك المفهوم التقليدي للمجالس المتمحور حول الجوانب المالية لهذه المجالس ليتعداه الى الاهتمام بالجوانب التربوية والتعليمية نفسها وإعطائها مزيداً من الصلاحيات بصفتها شريكاً فاعلاً في جهود التنمية في مجال التعليم العام تلك الجهود جاءت نتيجة خبرات وتجارب سابقة ناجحة في بعض مديريات المحافظات ( إب – أبين – مأرب – حجة ) وكثمرة للتعاون بين الوزارة والشركاء الداعمين للتعليم وخصوصاً البرنامج اليمني الألماني لتحسين التعليم العام (GIZ) . وتواصلاً لذلك استهدفت مديريتين من أمانة العاصمة هما ( صنعاء القديمة – بني الحارث ) ضمن البرنامج اليمني الألماني وهذه الدورة التدريبية لمجلس الآباء والأمهات تأتي في إطار الأنشطة المشتركة بين قطاع تعليم الفتاة والبرنامج اليمني الألماني لتحسين التعليم العام (GIZ) وبالتنسيق والتعاون مع مكتب التربية بمديرية صنعاء القديمة ويشارك فيها (336) مشاركا ومشاركة من مجلس الآباء والأمهات بمدارس مديرية صنعاء وتهدف هذه الدورة إلى: تنمية معارف ومهارات واتجاهات أعضاء مجالس الآباء والأمهات وقدراتهم المتعلقة ب: أهداف مجالس الآباء والأمهات وتكويناتها والمبادئ التي تقوم عليها عمل المجالس، السلوكيات الواجب على أعضاء المجالس اتباعها بما يدعم تأثير تدخلاتهم لتحسين التعليم العام وتعليم الفتاة خصوصاً مهام واختصاصات مجلس الآباء والأمهات الواردة في اللائحة التنظيمية لمجلس الآباء والأمهات تجاه أطراف العملية التربوية والتعليمية الطرق الميسرة لإدارة الشئون المالية لمجلس الآباء والأمهات وتنظيم إيراداتها ومصروفاتها. إعداد خطة واضحة ومحددة لأنشطة المجلس وسبل تنفيذها التحضير للاجتماعات الدورية والتنفيذ لها وتوثيقها التقييم الذاتي لأعمال المجلس. خطوة جريئة وقوية الأخت أمينة العكيشي عضو مجلس الأمهات تحدثت قائلة: خطوة جريئة وقوية لم نكن نتوقع أنه سيأتي هذا اليوم الذي تصبح فيه مجالس الآباء والأمهات فعالاً بهذه القوة والتي نتمنى أن تزداد وتستمر خطوة تكوين مجلس الآباء والأمهات، بل إن الكثير لم يتوقع ظهورها مطلقاً ولكن ما حدث كان العكس فقد بدأت في الأيام القليلة الماضية بتشكيل مجلس الآباء والأمهات في عدد من المدارس عبر طرق انتخابية ديمقراطية ونزيهة وبعد تشكيل المجلس بدأنا الاجتماعات وبداء تدريبنا برعاية البرنامج اليمني الالماني لتحسين التعليم الأساسي ومنظمة اليونيسيف حول أهمية المجالس والتي ستنعكس مستقبلاً على تطوير العملية التعليمية وتسهم في خلق أجواء أكثر تلاؤماً لتحصيل علمي أفضل. أيضاً كيفية التعامل ومواجهة المشاكل التي تواجه الطلاب وتعيق العملية التعليمية ومن ثم طرح العديد من الآراء والمقترحات التي نأمل أن تسهم بشكل فاعل في تطوير هذه العملية والرقي بمستوى أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات إلى مستوى أفضل وأن تحقق شيئاً ملموساً في واقعنا المعاصر وقد بدأنا فعلاً في تنفيذ هذه الآراء والمقترحات على وجه الواقع. ولكننا نؤكد أن هذه هي البداية فقط وحتى نصل إلى ما نأمله ويأمله الجميع من هذه المجالس ولا بد أن تتكاتف معنا جهود الجميع سواء كانوا أولياء الأمور أو الكادر التعليمي أو مؤسسات أو منظمات المجتمع المدني وغيرها وسواء كان الدعم مادي أو معنوي أو مقترحات تقيم عملنا وتفيدنا في تقديم ما هو أفضل لبناء جيل أفضل لمستقبل مزدهر لبلادنا علمياً وعملياً بإذن الله . بيئة صحية واجتماعية من جانبه تحدث الأخ محمد الكلابي ولي أمر، رئيس لجنة التخطيط قائلاً: إن وجود مجلس آباء وأمهات في مدارس أمانة العاصمة يعتبر من أهم الخطوات في المساعدة على الارتقاء بمسيرة التربية والتعليم على كافة المستويات في بلادنا حيث يعتبر المجلس الأداة أو الجسر الهام الذي سيوصل المسيرة التربوية والتعليمية الى أرقى مستوياتها من الأمن والأمان والطمأنينة في أوساط أبنائنا الطلاب والوصول الى بيئة صحية واجتماعية وعلمية فمشاركة المجلس مع المدرسة يقومان بحل مشاكل المدرسة واحتياجاتها والعمل على إيجاد الحلول الفاعلة والجادة النابع من روح المسئولية لرفع مستوى التعليم لبنائنا الطلاب والحث على تعليم الفتاة بصورة خاصة وهذا ما قام به البرنامج اليمني الالماني لتحسين التعليم العام بدعم هذا المجال على مستوى أمانة العاصمة وإظهار هذه المجالس إلى حيز الوجود بعد عمل الشكل القانوني والديمقراطي عن طريق الانتخابات الحرة في اختيار كل مدرسة مجلس آباء وأمهات لها للمشاركة جنباً الى جنب بين المجتمع المحلي والمدرسة والذي يعتبر المجلس المحلي جزء هام ولابد من اشراكه في انجاح المسيرة التربوية والتعليمية على مستوى المدارس كافة. فيعتبر مجلس الآباء والأمهات من أهم الأسس الجوهرية في تعزيز وتطوير مسيرة التعليم في بلادنا ومن أهم أهداف وأدوار المجلس تفعيل المشاركة الفاعلة مع الوزارة التربية والتعليم والمجالس المحلية والمجتمع المحلي وتحقيق مبدأ اللامركزية في العملية التعليمية والتربوية عن طريق المشاركة في التخطيط والتقييم واتخاذ القرارات الخاصة بالعملية التعليمية والتربوية والعمل على التواصل بين المجتمع المحلي والمدرسة لما فيه مصلحة الطلاب وهمومهم وحل المشكلات والصعوبات التي تواجهه المدرسة في العملية التعليمية والتربوية وتقوية العلاقة بين أولياء الأمور والتي هي الجمعية العمومية وبين وإدارة المدرسة والمعلمين والعمل على التشجيع بجميع أشكاله سواء الطلاب على أدائهم أو الداعمين كانوا أفراداً أو مؤسسات لتمويل الأنشطة المدرسية والبرامج التربوية والتعليمية على مستوى المدرسة. كما يقوم دور المجلس على نشر الوعي بين الطلاب على الحفاظ على الكتاب المدرسي ومبنى المدرسة وأثاثها كونها ملكاً للجميع وتعزيز جهد الدولة في معالجة الاختلالات والسلبيات التي تصاحب العملية التعليمية والتربوية وقيام المجلس بمواكبة حفظ الدولة وبرامجها الرامية في تطوير التعليم وتحسينه والعمل مع المنطقة التعليمية والمدرسية ومؤسسات المجتمع المدني في غرس السلوكيات الايجابية نحو المدرسية والمعلمين وغرس المفاهيم والقيم الدينية والوطنية والثقافية لدى الطلاب بالمدرسة وبذلك سيكون من السهل تحجيم الفوهة الموجودة بين المدرسة وأولياء الأمور الناتجة عن البعد بين المدرسة وأولياء أمور الطلاب وعدم المتابعة من قبل الآباء لأبنائهم بعد خروجهم من المدرسة على البيت حيث وأن العلاقة لابد أن تكون وطيطة بين البيت و المدرسة من أجل ارتقاء الطلاب في مستوى تعليمهم . كما أن دور المجلس الطوعي النابع من الاهتمام الجاد في رفع المستوى التعليمي والتربوي سيساهم كافة المؤسسات والمجتمع المحلي والخيرين من رجال الأعمال في المساهمة في تقديم المساعدات الغير محدودة من أجل أبنائنا وأبنائهم وذلك عند قيام المجلس في عمله وفق خطة سنوية جادة ونتائج ملموسة على أرض الواقع, فإن أهمية المجلس ليس مقتصراً على الاهتمام بمشاكل المدرسة واحتياجاتها فقط وإنما في الإسهام في ايجاد المشكلة والعمل على حلها والعمل على توطيط علاقة الطالب بمعلمه والعكس والعمل على الحد من انسياب وتسرب الطلبة من المدرسة والبحث عن أسبابه وحلها وأهمها الحث على تعليم الفتاة واستغلال كافة المعطيات في الدفع لتعليم الفتاة وتوفير ما يمكن في مناخ اجتماعي واقتصادي ومعنوي من أجل الحث بدفع أولياء الأمور لتعليم الفتاة كونه حقاً من حقوقها في التعليم. مسئولية تشاركية من جانبها قالت الأستاذة إيمان حميد الدين – الأخصائية الاجتماعية متحدثة: تم تشكيل مجلس الآباء والأمهات وفق اللائحة التنظيمية لتشكيل مجلس الآباء والأمهات. وقد جاء تشكيل هذا المجالس من خلال احتياجات المجتمع المدرسي؛ لذلك وللنهوض بالعملية التربية والتعليمية حيث إن العملية التربوية والتعليمية لم تعد تقتصر على الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم بل أصبحت مسئولية تشاركية مابين جميع الفئات والقطاعات والمؤسسات وجميع شرائح المجتمع , وذلك لأنهم أصحاب المصلحة الحقيقية من التعليم وهم أصلاً مرتبطون ارتباطاً مباشراً بالتعليم ومشاركتهم هي الأشد تأثيرً خصوصاً أن هذه العلاقة فقدت في الآونة الأخيرة تماماً , وقد تم التعاون معهم بعد أن قام أعضاء الجمعية العمومية وهم جميع أولياء الأمور باختيارهم مندوبين عنهم وانتخابهم في عضوية المجلس وقد حددت اللائحة أهداف ومهام مجلس الآباء والأمهات والتي تتضمن المشاركة الفاعلة في إعداد خطة للمجلس مرتبطة بخطة المدرسة والعمل على القضاء الظواهر والسلوكيات الخاطئة التي تظهر داخل البيئة المدرسية والمساهمة في حل المشكلات والصعوبات داخل المدرسة وتشجيع المبادرات الذاتية والطوعية للمؤسسات المختلفة للمشاركة الفاعلة بالتمويل والمتابعة والتقويم للأنشطة والبرامج التربوية والتعليمية على مستوى المدرسة كما يقوم بإبلاغ الإدارات التعليمية عن مستوى التزام الإدارة المدرسية والمعلمين بالدوام ومتابعة توفير الخدمات المختلفة للمدرسة من متابعة الكتاب المدرسي والوسائل التعليمية وغيرها كما يقوم على مساعدة المدرسة في توفير التقنيات الحديثة لعمليتي التعليم والتعلم والمساهمة في توفير رعاية اجتماعية للطلاب. كما أن اللائحة حددت المبادئ والشروط التي يجب توافرها في أعضاء المجلس والتي تتمثل في التطوع والتعاون والشورى والتوجيه والمبادرة الذاتية مع الالتزام والاستمرارية وتحمل المسئولية وأما بالنسبة لسلوكيات أعضاء المجلس فهي تشمل جميع تصرفات الأعضاء تجاه الإدارة المدرسية والمعلمين وفيما بين الأعضاء أنفسهم وبين أولياء الأمور وإذا تم تنفيذ وتشكيل المجلس كما هو محدد وإن التزم الجميع بذلك فإننا سنوجد جيلا قادرا على تحمل المسئولية وأن يكون جيلا واعيا لا يستطيع أحد أن يؤثر عليه دون أن يفهم وأن نجعل هذا الجيل واثقا من نفسه عن طريق سماعه ومعرفة مشكلاته والسعي إلى حلها وهذا ما نريد أن نتوصل إليه من خلال العضوية داخل مجلس الآباء الأمهات الذي نتمنى أن نحقق جميع ما افتقدناه داخل المدرسة.
