تلك المدينة التاريخية الحاضنة بذراعيها خليج عدن وبحر العرب ويطلق عليها ثغر اليمن الباسم ، لم تكن في يوم من الايام قرية ، بل بعكس هذا فهيا تعتبر اول مدينة عربية انشئت فيها الخدمات من بنية تحتيه واعمار حيث يعد شارع المعلا الرئيسي هو اطول شارع في الجزيرة العربية في الخمسينات، عدن ثالث مدينة عربية تاسس فيها نادي رياضي حيث تاسس أول نادي أهلي في عدن عام 1905 تحت مسمى نادي الاتحاد المحمدي كأول نادي رياضي في اليمن و الثالث في العالم العربي بعد شباب قسنطينة و سكة الحديد . وكان ينازل فرق جيش الاحتلال وفرق الاساطيل القادمة والمارة إلى ميناء عدن. عدن اول مدينة في شبه الجزيرة العربية تهبط فيها طائرة مدنية نفاثة ولها مطار دولي وكان اسمه حينها مطار خورمكسر الدولي وكان يقارن بمطار طوكيو من حيث حركة الطيران ( أغسطس 1962مطار طوكيو 1060 مطار عدن 1040 طائرة ) بل اقيم فيها اول معرض في الشرق الأوسط للطيران الحربي واسس اول بنك واول اذاعة واول تلفزيون واول صحيفة في الوطن العربي ، فهل يعقل ان نأتي اليوم ونحول عدن الى اول قرية في العالم هذا غير معقول ولكننا في الطريق لنجعله معقول وممكن وكل هذا بتصرفاتنا البدائية والجاهلية، ما يجري اليوم في عدن هو مؤسف ومخجل ولا يرضاه انسان منحه الله عقل سليم وسوي، ان مايجري في عدن فاق كل اوصاف وتسميات الجهل والغباء مايجري في عدن اليوم هو تدمير لتاريخ المدينة ومدنيتها واعادتها الى عصر الجاهلية ومسح بذلك تاريخ المدينة العريق الجريمة وحدها لم تعد مخيفة في عدن لكونها اصبحت مألوفة فنحن كل يوم نصحى على خبر جريمة قتل او اقتصاب او تقطع، مايخيفني حقيقة هو نهش جسد المدينة ونخر عظامها وتركها جثة هامدة لاتعني للانسان الجنوبي شيء ليقرر وقتها الرحيل والبحث عن وطن اخر، هذا ماسيحصل في وقت لن ينفع فيه الندم ان لم نتكاتف اليوم ونقول عدن للجميع ونوقف هذا العبث الحاصل من قبل ضعاف النفوس والماجورين الذين عاثوا في مدينتنا الفساد بكل انواعه وطرقه عدن اليوم تتعرض للخراب بتقسيمها الى حضائر مواشي عبر سماسرة الاراضي واصحاب النفوذ ان نهب الاراضي والعشوائية في البناء بدون تخطيط يعرض المدينة لكارثة انسانية ووبائية ستحل بالجميع وسيصعب اصلاحها في المستقبل او بالاصح يستحال اصلاحها من الاساس، كيف لا ونحن لم نقدر على اصلاح شارع القصر في المنصورة او الشوارع المحيطة بفرزة الهاشمي رقم التخطيط السليم للبناء والبنية التحتية . اليوم في عدن هناك حارات بالكامل بنيت دون معايير وتخطيط ودون بنية تحتيه فكيف للانسان ان يعيش في تلك الحضائر دون خدمات ومن دون وجود مخططات صرف صحي وتصريف مياه الامطار : مايجب فعله وفي ظل غياب الدولة والقانون هو تشكيل لجان شعبية للاراضي تحت مسمى عدن للجميع، والوقوف على تلك المشكلة ومنع انتشارها في اماكن اخرى وتوقيف البناء الى ان توجد حلول جذرية لتفادي كوارث حقيقة مقبلة ومن اهمها الانهيارات والكوارث الوبائيه اخي الجنوبي ان مدينة عدن لي ولك ولاولادنا واحفادنا جميعا فارفع صوتك عاليا واصرخ اوقفوا العبث الحاصل لان عدن للجميع