تدركون أن عدالة العالم مختلة وأن المعايير مزدوجة خصوصا تجاه شعوبنا الفقيرة عالم يقيس كل شيء من زاوية مصالحة ويتجاهل سماع الأصوات المرتفعة جراء الظلم والمعاناة لأن الأمة العربية التي قامت حكوماتها ودساتيرها على أساس المبادئ الانسانية والعدل كما تدعي قد تخلت عن ذلك لصاح شركات النفط وآبار التي ليس بالضرورة أن ترتبط بمصالح وحقوق الانسان في هذا الجزء من العالم. ومع كل ماسلف أنتم أيها الشعب الجنوبي العملاق الأقدر على صنع غدكم ورسم طريق مستقبل أجيالكم على هذه الأرض العزيزة ففي اللحظات التي يسعى العالم الى تجاهل مطالبكم المشروعة تعلنون عن وجودكم الحي كشعب له تاريخ ومآثر وحضور على مسرح الحياة شعب لايقبل الخنوع للظلم مهما مورست علية من ضغوطات فهو على مدى التاريخ الذي يقرر مصيره ولا يمكن لأيا كان أن يفرض وصايته علية . فكم هو مؤسف أن يغيب ضمير الجوار الإقليمي والمحيط الدولي تجاه قضية عادلة بحجم القضية الجنوبية على نحو مايجري من ممارسه الضغوطات السياسية والتجاوز الفج والمستفز لقضية شعب وليس جماعة على نحو مايجري . ومن المفارقات العجيبة حضور بعض الفضائيات في ساحة المليونيان الجنوبية حضورها الخجول بعد أن دعي مراسليها لتوثيق الحدث ولكن على الطريقة التي تم توجيههم بها سلفا . فالجزيرة التي ملئت الدنيا ضجيجا عن مهنيتها هي ليست الجزيرة التي عرفناها على مدى عقود مضت هي هنا تشترط على مراسليها مثلا نقل صورة الحشود الجنوبية ولكن بشرط أن لاتظهر الأعلام الجنوبية في الصورة ذلك ما كان قد أشترطه الأمام في شمال اليمن في العهود الماضية على من أرادوا ادخال السينما الى اليمن حيث وافق بعد تردد ولكنة أشترط أن لايكون هناك رقص وغناء ونساء في السينما التي يريدها أن تكون في مملكته. الجزيرة لاتريد أعلام جنوبية فهل هذه هي المهنية ثم أنها حين تعبر عن الحشد الجنوبي تقلل من قيمته الى حد بعيد , وتظهر كما لو أنة صخب جماعة متمردة لا تستحق الاهتمام .. وصدق قول الشاعر : وظلم ذوي القربى أشد مضاضه على النفس من الحسام المهند. ظلم الأشقاء بالغ القسوة والتأثير وكلنا أمل أن تتغير المواقف لصالح الحقيقة لصالح العدالة والإنسانية لأننا شعب تحت أبشع صور الاحتلال وضع لا يمكن القبول به مهما كانت ضغوطات العالم علينا ..فهل يوجد شعب يقبل بعبوديته؟ الأمن والاستقرار في هذا الجزء من العالم يستدعي عدالة المعالجة أما الحلول المفروضة فلن تزيد الأوضاع إلا احتقاننا ونأمل أن لاتصل الأمور الى ما لا يحمد عقباه في ظل هذا التجاهل الفج والمستفز للجنوب