وهنا تكمن المشكلة وتطورت الأزمة وظهرت العيوب وسط ما كان يسمى بجيش الجنوب البطل الذي كان يضع له الشمال والإقليم الف مليون حساب والذي كان يهدد كيانات الأعداء المتآمرين ضد جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في المنطقة لقد كان يوقضهم من نومهم ويغلق احساسهم في الحرب والسلم نعم إنه الجيش ذي العقيدة الوطنية والتربية العسكرية الحقيقية وبه دقينا حصون وابواب الشمال ووضعنا الإقليم في حالة تأهب قصوى لكن ماذا نقول المتطفلين والمتآمرين المنغمسون في قمة هرم السلطة في الجنوب وهم من أبناء الشمال والذين باعوا الجنوب للشمال والذين خلخلوا مؤسساته وكسروا بنيته ودمروا قدراته من خلال صناعة صراعات تخدم نظام صنعاء لقد قتلوا دينامو الثورة الإكتوبرية في الجنوب ومنظرها البطل الشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي ثم تخلصوا من السهم الخارق السام البطل المناضل الصلب الشهيد علي محمد عبد العليم بانافع هؤلاء الإثنين الذين كانوا مسمار اندق في نعش الاستعمار البريطاني وأعوانه ونعش العملاء المندسين في صفوف الجبهة القومية من ذوي الفكر الشيوعي المقيت في وطننا الاسلامي العظيم لكنهم دفعوا الثمن وشربوا من نفس الكأس الذي جرعوا منه الثوار والمناضلين الشرفاء عبر أساليب التصفية والسجون وعبر محاكم الشعب الصورية التي أصدرت أحكاما بالإعدام في الصباح ونفذ الحكم في المساء لقد فرضوا حالات التشرد القسري على أبناء شعبنا إلى خارج الوطن لكنهم وصلوا إلى طريق مسدود ووقعوا في شر اعمالهم فصفوا بعضهم البعض ومن تبقى منهم لجئ إلى كهف الوحلة كمنقذ لرقابهم من حبل المنشقة في الجنوب حيث كانوا يفكروا في البحث عن ملجئ يحتمون داخله أو يختبون تحت سقفه هنا لم يتوفقوا لخدعهم ومكرهم ودفعوا الثمن غاليا وكان علي عبدالله صالح في انتظارهم يسن السكين لهم لكنهم فلتوا في آخر لحظة وبمساعدة الانكليز مقابل ما قدموه لهم من خدمات أثناء ثورة عمان الكاذبة فوفروا لهم الملاذ الآمن ومنحوهم حق اللجوء السياسي في السلطنة ولما احتاجوا لهم عودوا شغلوهم فترة في الحراك الجنوبي واستعملوهم كمخدر لشعب الجنوب الثائر ثم رموهم على رصيف الفاشلين كاكروت محروقة وهذا هو مصير كل خائن أو متآمر ضد شعبه ووطنه. ومع غزو الحوثي وعفاش في 2015 الذي وحد المقاومة الجنوبية هدف وبندق وعقل ومنطق وحتى القيادات التي حاولت توجد رابط تنظيمي وعملت على ترتيب الأوضاع حتى تصبح هذه المقاومة جيش منظم يملك القوة والقدرة على حماية الإنسان والأرض الجنوبية وقوة تدافع عن الدولة الجنوبية المنهوبة واستعادتها من فك الوحلة الشمالية لكن ما حدث هو العكس وكان المخطط اكبر واقوى الذي أنهى زخمها وصوتها الذي وصل إلى أرجاء العالم وشرذمها ووائد حركتها وأصبحت هذه المقاومة تخضع لقيادات المناطقية والشللية والفئوية والقبلية دون رابط متين يحكمها أو خط سير يجمعها أو هدف يلفها تحت مظلة النظام والقانون ثم ظل كل قائد مقاوم يحوز على مجموعة يسيرها بامرته وحولها إلى مجموعة بلاطجة يسرح ويمرح بها ينهب ويسرق من خلالها الأرض والشرف والمال ويكتسح العرض ويتفاوض مع التحالف على هذه القاعدة الغلط ووجد للاسف من يسوق له هذه الطلبات يمولوه بالسلاح ويمكنه من المال بموجب كشوفات صحيحة وغير صحيحة وتحول المقاوم من مقاومة وعسكره إلى مليشيات وبلطجة ولا يتلقوا أي تعليمات إلا عن طريقه وهنا تلاشت هذه القوة للمقاومة وذهبوا رجالها إلى معسكرات الارتزاق في صعدة وفي حدود حجة من أجل الحصول على الألف الريال السعودي مباشرة وبدون وسيط ما قلل من هيبة المقاومة وافسد دورها الذي تكونت من أجله ووحدته البندقية والموقف ايام غزو التتر الحوثية والعفاشية في 2015. اليوم عادت الأمور إلى المواجهة مع الشمال كله وليس مع جهة أو طائفة أو قبيلة أو حزب الكل في الشمال توحد حول هدف ومصير واحد والجنوب هو المقصود هناك اعتداء على الحدود وفتح عدد من الجبهات والقتال يدور بين الجنوبي والشمالي ولايزال الإعلام الشمالي يلعب دور الدهاء والخبث والكراهية في اللعبة السياسية ويحمل المسئولية الحوثي وحدة لتوتر المنطقة وفتح الجبهات بينما هناك توجه عارم من الشماليون جمعيا على الجنوب لأن الأرض والثروة والانسان الجنوبي همهم ومبتغاهم ولا غير ذلك فهل أدركنا هذا الخطر نحن كجنوبيون او اننا لازلنا نلهث في سراب الصحراء أو مرتزقة على حساب قضيتنا ومصالح شعبنا ؟! طبعا لم ندرك عدا اننا كيف ننفذ للأعداء مخططاتهم على أرضنا الجنوبية مقابل المال الحرام الذي أفسدنا وحولنا إلى لصوص مهنة وضرب بعضنا البعض وسحب الثقة أيضا من بعضنا البعض وجعلنا من انفسنا أدوات بيد عدونا يبطش ويسرق وينهي باسمنا لقد أوجد لنا سماسرة ونصابون ودلالون في أوساطنا مهمتهم دس الفتن والكراهية والحقد وحتى القتل أصبح يتوفر من خلال فتاوى ومبررات واهية وهناك منا من يستوعبها للاسف من الجنوبيين وينفذ مخططات الأعداء أننا أكيد سندفع الثمن مجددا ولكنه يختلف هذه المرة عن سابقاتها والله المستعان.