الضالع منذ نشأتها وتسميتها قبل أن تبدء البشرية كتابة التاريخ وتدوين الأحداث والوقائع.. وهي بلدة جنوبية الأصل والهوية والانتماء ينفرد رجالها ومناخها وموقعها الجغرافي بصفات وقيم طيبة حميدة ميزتها فعلاً عن غيرها من البلدات القريبة والبعيدة منها. أهم وأبرز هذه الصفات هي الاعتدال في كل أمور الحياة، ولم تعرف الضالع التطرف إطلاقاً إلا في حب الوطن.. ويتسم أبناء الضالع بندرة الشجاعة الرجولية الحقيقية والإقدام والبساطة والغيرة على الدين والعرض والارض والتضحية، والتواضع المتناهي والتجرد من العدوانية والأحقاد والكُره. الضالع بمجمل تكويناتها تقف كجبل راسخ الجذور العميقه وشامخ الهامة يعانق المريخ، وقت التحدي والغضب والشدائد والمحن.. طود عازل وقاهر أعدائه وجاذب ووفي لمحبيه وأصدقائه، يتفجر حمماً بركانية متّقدة محرقة تدك وتلتهم من يعاديها. وخلال حقب زمنية مختلفة من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين الماضيين، قاومت الضالع ببسالة وفداء محاولات الغزو الفارسي والتركي والبريطاني وغيرهم من الطامعين، وأرغمت معظمهم على الهروب والعودة من حيث أتوا، واستمرت تقاوم البريطانيين حتى انتصرت عليهم في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، فطهرت ذاتها من كل قوى الاحتلال الأجنبي. ومن بداية العقد السابع من القرن التاسع عشر حتى عام 2015م، تقدمت الضالع أربعة حروب مسلحة لمواجهة تركة السلالات التركية الفارسية سالفة الذكر، التي حلت العربية اليمنية واستوطنتها، وشكلت الغالبية بين سكانها الأصليين، وهم من فجروا أربعة حروب عدوانية مسلحة ضد الضالع والجنوب في الأعوام 1972م، و1979م، و1994م، و2015م.. انتصرت الضالع في ثلاث حروب منها وخُدِعَت في واحدة. وفي هذه الأيام بالذات، تتصدى الضالع لأحفاد الفرس والأتراك المتيمنيين في حربهم الخامسة، وتوجه لهم الضربات القاتلة، وتنزل فيهم الهزائم المتلاحقه التي أصابتهم بالانهيار والإفلاس، يلفظون أنفاسهم الأخيرة، مستنجدين بأبناء المستضعفين الذين أجبروهم على القتال كرهاً، والزج بهم إلى المحارق المهلكة، دون أن توجد لهم أيّة مصلحة فيها، بل ستحولهم براكين الضالع إلى رماد تتقاذفه وتعصف به رياح عاتية وأعاصير عاصفة ضالعيه تتطاردهم إلى أبعد من حدود شمال الشمال اليمينية، بعد أن ارتفعت وتسيدت في ساحات النزال والوغى أناشيد وزغاريد الانتصارات الضالعية الجنوبية السارة، يقابل ذلك نحيب و دموع الانهزام الشيعي، وأنين خافت لموت مليشياوي حوثي كنهاية حتمية أبدية، تضع حداً فاصلاً للمليشيات الاجرامية الإرهابية المهووسة بقتل الحياة بأهواء عنجهية متخلفة مرفوضة رفضاً جمعياً قاطعاً لا يقبل الجدل.