يتعرض الشعب الجنوبي للاستعباط والاستهبال من بني جلدتهم جنوبيي السلطات والحكومة الشرعية اليمنية كما تتعرض قضاياهم المصيرية والحيوية للاستهتار لم ينكشف أمرها إلا بعقد المؤتمر الأول لتأسيس ما يسمى الائتلاف الوطني الجنوبي والإعلان عن هيئته القيادية بعدد يتجاوز العشرين يتسنم رئاستها رجل المال والأعمال أحمد العيسي كما جاء في البيان الختامي. وبلمحة خاطفة على الحاضرين وعلى هيئة الرئاسة يلاحظ أن فيهم مسئولين ووزراء في الحكومة الشرعية اليمنية, البعض استبشر خيرا لكن الغالبية راحوا يضربون كفهم بكف مسلمين أمرهم لله ونعم بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله. هل بلغ الهبل والعبط بالشعب الجنوبي لهذا الحد حتى يتأثر بهذه التفاهات أم أنه بلغ بالمقيمين على هذا اللقاء كي يتصوروا أن بإمكانهم حل القضايا المصيرية والحيوية والمعيشية بشكل أسهل وأسرع من هذا الموقع الجديد الذي اختاروه لأنفسهم عن مواقع المسؤولية الحكومية التي يشغلونها! إلا إذا بلغ بهم العمى والصمم مداهما! بمعنى, إذا كان الوزير في منصبه لا يقدر أن يقدم شيئا يخدم قضية الجنوب, ولا يستطيع أن يعمل على فصل مؤسسات وإدارات وزارته عن مؤسسات وإدارات صنعاء, فبماذا سيخدم قضية الجنوب وكيف سيتمكن من فصل مؤسسات وإدارات وزارته عن مؤسسات وإدارات وزارته في صنعاء انطلاقا من موقعه الجديد في الائتلاف الوطني الجنوبي؟! وعموما يبدو أن الائتلاف حكومي كون أعضاؤه مسئولين حكوميين ووزراء أكثر منه أن يكون شعبيا وجماهيريا ولا يمكنهم مغادرة أعمالهم الرسمية والتفرغ للعمل الجماهيري والمجتمعي إلا في حدود مسؤولياتهم والمهام المنوطة بهم حتى خارج الدوام الرسمي, خطواتهم محسوبة من قبل المسئولين الأعلى منهم رتب في الحكومة الشرعية. ومع ذلك نضع احتمال تفاعل الشعب الجنوبي معهم ولكن متى؟! متى ما شعر أن هناك تخفيض الأسعار سواء بمناسبة ( رمضان, عيد وغيره ) وبدون منسابة ومتابعة ومحاسبة المتلاعبين بأقوات الناس, فالأمن الغذائي قبل كل شيء. وكذلك تخفيض أسعار البترول والديزل وترميم مصافي عدن وتشغيلها بكامل طاقتها الإنتاجية وإن تطلب الأمر مد أنابيب النفط مباشرة من حقول النفط, فمصافي عدن هي القلب النابض لميناء عدن الإستراتيجي, وهي شريان حياة الجنوب العصرية, من خلاله تموين البواخر والطائرات بالمحروقات, والفائض المكرر يصدر لدول الجوار والعالم كما تستقبل النفط الخام لتكريره. هذه تساؤلات أولية حول المولود الجديد والخطوات البدائية التي يجب أن يخطوها ليكسب ثقة الشعب وود الجماهير الجنوبية. أم تقولوا أن مهمتكم غير ذلك فسيكون الائتلاف الوطني الجنوبي مولود ميسر الرزق. فإذا كان الهدف الرئيسي منه هو أمني عسكري ومنع أبناء الجنوب من تولي مهامهم الأمنية والعسكرية من خلال من خلال أحزمتهم الأمنية ونخبهم وقوات مقاومتهم ممثلة بألوية العمالقة وغيرها, فإن أصحاب الائتلاف بذلك ينكرون دور أبناء الجنوب في تحقيق الانتصارات على الحوثيين, ولا أحد غيرهم كبد الحوثيين خسائر وهزائم. فبعد ساعات من تسليم قادة الجيش الوطني اليمني موقعهم للحوثيين في شمال الضالع وفي البيضاء وماوية وإفساح الطريق للمليشيات الحوثية للتقدم نحو الجنوب بدءا بالضالع ويافع وردفان, تقدمت قوات مقاومتنا الجنوبية وألويتنا والأحزمة الأمنية إلى الجبهات تلقن الغزاة دروسا في فنون القتال لن ينسوه أحياءا وأمواتا, و استعادوا المواقع. فهل يجسر الائتلاف غير الائتلاف أن يطالب بدمج قوات مقاومتنا وألويتنا الجنوبية والأحزمة الأمنية والنخب في الجيش الوطني اليمني بعد اليوم؟ كل من يفكر في ذلك عليه أن يخجل من نفسه سواء كان جنوبي أم غير جنوبي. مؤامرة كبرى داخلية وخارجية حيكت ضد الجنوبيين وقضيتهم مكتملة الفصول تبدأ بتسليم القيادات العسكرية الإصلاحية مواقعها للحوثيين مع تقدمهم نحو الجنوب من عدة محاور يرافقه تغطية إعلامية قطرية عبر شبكة الجزيرة يتزامن مع كل ذلك عقد مؤتمر الائتلاف الوطني الجنوبي, بحيث تستمر التغطية الإعلامية ولو بأخبار مثلجة بارحية وإعداد برامج مثل برنامج الاتجاه المعاكس الذي ستقدمه قناة الجزيرة ماانفكت تروج له منذ عدة أيام عن تقدم الحوثيين نحو الجنوب. ماذا سيقولون في الاتجاه المعاكس غير الهجوم والهجوم المعاكس المباغت من دون المرور بوضعية الدفاع والمدافع! أم سيتم تغيير موضوع الحلقة اليوم والذي أعد قبل دحر الحوثيين وإعادتهم إلى ما وراء العود. يا لهم من رجال أشاوس هؤلاء الرجال الجنوبيين ويا بخت من صادقوه ويا خزا من عادوه.