أبناء الجنوب يقرون ويعترفون بأن هناك خلافات منذ ستينيات القرن الماضي وأخطاء في أخطاء وتصرفات سيئة وعدم الاستيعاب وأخذ العبر والمواعظ في كثير من الجوانب وليس فقط على مستوى السياسة وليس على مستوى الداخل بل حتى سياستنا الخارجية هي الأخرى خاطئة، وبسبب تلك التصرفات والممارسات الخاطئة عانى شعبنا الجنوبي المآسي والاحزان والظلم وحدثت التفرقة الخاطئة، وبسبب سؤ القيادة وتصرفاتها الحمقاء الغير وطنية،خسرنا أشرف المناضلين الوطنيين المخلصين والشرفاء،هنا لا أريد تحريك أحقاد الماضي لأنه ماضي مؤلم حدث وقد إنتهى،ولكن ما أود الإشارة إليه هنا هو استخلاص النتائج والعبر وبالتذكير بتلك الاخطاء يمكن الاستفادة من إدارة مايحدث في وقتنا الحاضر وهذا يعتمد على أصحاب العقول النيرة الشابة المنفتحة،أما العقول الخاوية فهي كالوباء لأن نتائج آثار الاخطاء الكارثية لازالت تكمن فيهم ونأمل منهم أن يتعظوا لأن منهم من لايزال يطمح للحكم والسؤ والحقد معشعش في رأسه،وهذا يجعل الكثير من أبناء الجنوب يتخوفون من عودة هؤلاء وعودة الصراعات والوجبات الدموية،وهناك من يلاحظ تلك الممارسات من قبل قيادات جنوبية كانت في صف الشرعية أو التي في المجلس الإنتقالي والحراك الجنوبي وهذا واقع لا يبشر بخير،وندعو كل القيادات الجنوبية وبمختلف توجهاتهم وخاصة التي في الشرعية وفي المجلس الإنتقالي والإئتلاف الوطني إلى أخذ العبر من الماضي وترك ثقافة الاقصاء والتخوين وأن يكون العمل بروح الفريق الواحد من أجل تقدم القضية الجنوبية وتحسين أوضاع الشعب ومصالحهم الخدمية ومن أجل العيش بحرية وكرامة،لأن هذا هو المبدأ الوطني الحقيقي الذي يحقق نتائج مثمرة،وكذلك على النخب المثقفة العاقلة التي تحرص على العلاقات والروابط الاجتماعية توعية الشارع بأهمية وحدة الصف من خلال تقبل الرأي والرأي الآخر وغرس فيهم فن التخاطب الاخلاقي في الحديث،وأي جهة أو مكون من تلك المكونات تريد شق وحدة الصف من خلال التخوين وانفرادها بالقرار ونشر ثقافة الكراهية واحداث الفتن والاقتتال وسفك الدماء بين أبناء الوطن الجنوبي الواحد فإن مصيرها الفشل وسيلعنهم التاريخ إلى يوم البعث والنشور،ويجب على عقليات بعض القيادات أن تغير سلوكياتها إذا أرادت الاستمرار بين أبناء الشعب،خلاصة كلامي بدعوة الجميع وبدون إستثناء إلى التكاتف وإن تقدمنا نحن الجنوبيون نحو المستقبل وتحقيق النتائج يكون بنشر المحبة وتجسيد ثقافة السلام وأن تدعو قيادات المكونات الشعب إلى المحبة والتآلف وبدون تعصب ولا محاولات تحريضية،كذلك عدم الإرتهان للخارج لإن الارتهان للخارج يعتبر تنفيذ مشاريع واجندات تخالف المشروع الوطني الحقيقي،وهذه هي خطوات مهمة لتقارب جنوبي يخدم القضية الجنوبية