في نهاية عام 1987م كنت عائداً إلى عدن بعد إكمال دراستي في جامعة بودابست للهندسة في هنغاريا، من بودابست مروراً بمطار دمشق حين صعد إلى الطائرة مسافرين اخرين كان من ضمنهم الاخ زياد العكبري كنت اعرف الاخ زياد من بودابست حيث كان يدرس و لهذا اول ما شافنا هرع إلى جواري و قعدنا نتحدث و نسولف طوال الرحلة من دمشق إلى عدن. وصلنا مطار عدن مع الساعات الاولى من الفجر و خرجنا من المطار لنجلس في الساحة الخارجية منتظرين تاكسيات. مر الوقت و بداء ضؤ الصباح يلوح و اقتربت ساعة الفراق حيث كان الاخ زياد العكبري سيتوجه إلى المكلا بينما كنت انا متوجهاً نحو كريتر. فجأة اخرج الاخ زياد ورقة من جيبه و قال لي : انت هنا في عدن قريب من المطار، خذ هذا الايصال و احضر إلى المطار بعد عدة ايام و استلم ثلاثة كتب تم سحبها مني في المطار لمراجعتها و قالوا لي بان احضر بعد ثلاثة ايام لاستلامها، و طبعاً انا في المكلا و لن استطيع الحضور و اعتبرها هدية مني لك يا بازرعة. اخذت الورقة الايصال و فعلاً بعد عدة ايام ذهبت إلى المطار و سالت عن الكتب التي كان من ظمنها كتاب ( من يجرؤ على الكلام) للكاتب الامريكي بول فندلي. اول ما قراء العسكري الورقة قال لي اذهب إلى ذلك المكتب. ذهبت إلى المكتب و كان فيه أحد الاشخاص الذي استلم الورقة مني و بعد قراءتها، قال لي : عادك جئت تريد تستلم الكتب !!! قلت له نعم ، اريدها. نظر إلي و شدد النظر بتقوس حاجبية و قال : هل تعرف ان هذه الكتب تروج للامبريالية و تحتوي كلام غير صحيح! قلت له : لا و الله ما اعرف، لكن باقرأها و باشوف كيف المهرا. شخص اخر كان موجود في المكتب قال لزميلة الذي بداء بكتابة شيء في ورقة : يا رفيق هذا يبدو انه لا يعرف مافي الكتب فما في داعي تحيله لامن الدولة. قال الرجل المسؤول موجهاً كلامة نحوي : و الله يا اخ انك جئت و مزاجي عال العال و لهذا و بحسب كلام رفيقي اقول لك : هل تريد كتبك ام كأنك ما حضرت و لا سألت عنها؟ بيني و بين نفسي قلت ايه من كتب يا زياد ذي لمختنا بها الرجل شافنا ما رديت و ساكت فقال لزميلة شفت كيف، الرجال يريد كتبة و لا معبر لوساطتك. مباشرة تحدثت انا و قلت ايه من كتب ذي تتكلم عليها ؟ و مسكت طريق الباب. بعد فترة قراءت كتاب ( من يجرؤ على الكلام) و قلت في نفسي اكيد الجماعة زعلوا من الكلام المكتوب على الرئيس الشهيد سالمين. الجنوب كانت فيه اشياء جميلة و راقية لكن الكبت و اخفاء الحقائق و التعسف تجاة حرية الراي كانت اكبر المأسئ التي جعلت الجنوب مظلم و كئيب لا اتذكر الكتابين الاخرين، لكن اكيد كانت كتب بنفس مستوى كتاب فندلي و لهذا تم احتجازها.