رغم السعي الحثيث من قبل ما يسمى بالشرعية الفاشلة والفاسدة والمتأمرة لجعل محافظة الضالع بمفردها في مواجهة مليشيات الحوثيين.. وهي بكل فخر أهل لذلك ولن ينال منها الغزاة والمتآمرون معهم. إلا ان ما اذهل الصديق قبل العدو تلك الروح الوثابة والشجاعة التي أبداها ابناء بقية اخواتها من محافظات الجنوب الإبطال وبمختلف مشاربهم السياسية والفكرية الذين هبوا كما تهب الأسود من عرينها للدفاع عن الضالع. لقد هب ابناء محافظات: لحج وعدن وابين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرة هبة رجل واحد نحو الضالع وبدافع شخصي ووطني دون تكليف من احد للدفاع عن بوابة وطنهم الشمالية حاملين رؤوسهم على اكفهم مقدمين ارواحهم الغالية رخيصة في سبيل حماية سيادة وطنهم وذوداً عن عزته وكرامته.. راسمون بقطرات دمائهم الطاهرة ذات اللون الاحمر القاني خارطة وطنهم الجنوب العربي على ارض تربة الضالع.. ليقولوا للعالم اجمع ان كل حفنة تراب من تربة وطنهم مهما كانت صغيرة او كبيرة لن يفرطوا بها لانها تعني بالنسبة لهم تربة الجنوب كله من باب المندب غربا الى المهرة شرقا. رسموا بدمائهم اجمل لوحة على صدر سفر تاريخ شعبهم. بل على صدر سفر التاريخ البشري كله.. فليس هناك شيء يعتز ويفتخر الانسان ان يساهم في رسمه اجمل واقدس من مشاركته في رسم خارطة وطنه بصورة ناصعة البياض.. خارطة يرسمها اشجع وانبل رجال ونساء الأوطان.. لوحة جسدوا فيها وحدتهم الوطنية العربية الجنوبية بافضل معاني صورها المشرقة بشكل لم يسبق لها مثيل. تحية لكل رجل جنوبي من كل محافظات الجنوب شارك في رسم خارطة الجنوب الابي على تربة الضالع بروحه ودمه.. تحية لكل رجل في هذه اللحظات الاستثنائية في تاريخ شعبنا يقبض على زناد بندقيته دفاعا عن وطنه وعرضه. نسأل الله العلي القدير وبحق هذا الشهر الكريم ان يحفظ أبنائنا الابطال المدافعين عن حدود وطنهم بعينه التي لاتنام .. انه سميع مجيب.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه ونحن معهم بحوله وقوته آمين.