في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوثيريس أعرب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عن رغبته في إنهاء خدمات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفت بسبب تجاوزاته أهمها كما ورد هو إصراره على التعامل مع الحوثيين كحكومة أمر واقع مساويًا بينها وبين الحكومة الشرعية . كلام وانتقاد كان له أن يأتي قبل وليس بعد عقد جولات من المفاوضات خلال سنوات أربع انقضت بين ممثلين عن الحكومة الشرعية وممثلين عن الحوثيين في جلسات مباشرة وغير مباشرة في مسقط والكويت وجنيف واستوكهولم وعمّان وحتى في الحديدة . إرسال رسالة بهذا المحتوى في ظرف استثنائي تمر به المنطقة لا شك هي بمثابة إحدى العوامل التي تخدم إيران وتعرقل مسار التحضيرات العربية الأمريكية لردعها عن تهديدها للمصالح الأمريكية وخاصة المنشآت النفطية التي تحملت مسؤولية تعويض السوق العالمية عن النقص الذي قد ينشأ عن منع إيران تصدير نفطها ، حيث أنها هددت بضرب تلك المنشآت في السعودية والإمارات ردًا على العقوبات كونهما انضمتا إلى الدول المتكفلة بتوفير الاحتياجات واستقرار السوق العالمية . بعد أن وضعت الحكومة الشرعية اليمنية يدها على يد الحوثيين وتصافحت معهم عبر وفديهما المتفاوضين ومصافحتهما للمبعوث الأممي بل وحتى الأمين العام في استوكهولم يجيئون اليوم يطالبون بتغيير المبعوث الأممي إلا إذا .. ويا له من شرط يراد به توفير ضمانات شخصية قبل مواصلة تعامل الحكومة الشرعية مع المبعوث الأممي ! ألا يشير ذلك إلى أن الرسالة ذاتها فيها تجاوز حيث كان المفروض قبل إرسالها يُتخذ قرار بحل لجنة المفاوضات ومحاسبة أعضائها على أخطائهم في الجلوس مع الحوثيين الإنقلابيين (كإرهابيين ) على طاولة واحدة ، وإقالة المسؤولين المدنيين والعسكريين المتواطئين مع الحوثيين الذين سلموا معسكراتهم ومعداتهم للحوثيين ومعاقبتهم على خياناتهم ! أم أن الغرض من الرسالة هو أن تصنف الأممالمتحدة الحوثيين جماعة إرهابية مثل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وخاصة بعد الهجمات المتكررة على المنشآت الاقتصادية بالطائرات المسيّرة ! وفي هذه الحال فإن التفاوض مع الإرهابيين مرفوض دوليا ويجب فورا تجميد المفاوضات اليمنية الجارية بين الحكومة الشرعية والحوثيين والعمل على استمرار الحرب في اليمن ضد الحوثيين تحت شعار مكافحة الإرهاب والحرب العالمية عليه وحسم الأمور عسكريا في الشمال حتى تحرير صنعاء . الأمر الذي أدى إلى استغناء الحكومة الشرعية عن خدمات المبعوث الأممي لليمن ووقف نشاطه بطلب من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دوليًا في وقت حساس ودقيق تشهده المنطقة يتم فيه الإعداد والتحضير لمواجهة أكبر وواسعة , وخاصة أن الهند وتركيا ىخر من أعلن توقيف استيراده للنفط الإيراني استجابة لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وتلبية للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران والتي قد يدفعها ذلك ويدفعها غرورها إلى ارتكاب حماقة وتقوم بهجمات عدائية . في جميع الأحوال فإن على الجنوبيين اليقظة وحماية أنفسهم ووطنهم ومصالحهم عبر جميع المحاور والجبهات مستخدمين كفاءاتهم العالية والخبرات الجيدة التي اكتسبوها من استمرار الحرب ضد الحوثيين . والظروف اليوم مواتية لبناء قوات مسلحة جنوبية قوية تتناسب مع حجم المعدات القتالية والآليات الحربية المتوفرة مع التركيز على التدريب والتأهيل للقيام بأعمال التأمين الفني للمعدات والآليات .