ليلة القدر هي ليلة فضّلها الله سبحانه وتعالى على سائر العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك المُفضّل على غيره من الشهور، وتفضيلها كان بإفراد سورة كاملة لها في القرآن الكريم، وفي تلك السورة التي تسمت بها؛ أكثر الله من تعظيمها، وبيّن سبحانه أنها خير من ألف شهر، ففيها تنزل الملائكة والروح الأمين ( جبريل عليه السلام) إلى الأرض بالخير والبركة، وهي سلام حتى مطلع الفجر، هي سلام كلها من قذائف التحالف وهجمات الحوثيين، بل ومن كل عذاب وبلاء.. وسبب تسميتها بليلة القدر لأن فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ، فيها يقَدِّرُ الله مقادير الخلق من حياة وموت وخير وشر لكل أيام السنة، وهي مباركة، بنزول القرآن فيها دفعة واحدة إلى السماء الدنيا ، قال تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) وفي آية أخرى:( إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر).. تتضاعف أجور الأعمال الصالحة في ليلة القدر، ويشرع فيها الصلاة والقيام والإعتكاف، وكل عمل صالح، وهي بمجموعها تعدل وتفضل عن أعمال ألف شهر. ووقت ليلة القدر في الأوتار من العشر الأواخر من رمضان، روى الإمام البخاري عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر". قال الإمام عبد العزيز بن باز (رحمه الله): " أن أحرى الليالي بها هي ليلة السابع والعشرين من رمضان" ،بينما أكثر أهل العلم على رأي بأنها لا تختص بليلة معينة ثابتة في جميع الأعوام بل تتنقل، وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشدَّ المئزر تحريا لهذه الليلة المباركة وقيل أن من أمارَتُها أن تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يَومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها.. ومما ينبغي في هذه الليلة وغيرها من ليالي وأيام العشر الأواخر ، إخراج الزكوات والصدقات، والتوسيع على الفقراء والمحتاجين، لنيل دعواتهم الصادقة، وكما أن الصيام طهارة للبدن، فكذلك الزكاة والصدقة طهارة للمال وتنقيته، وينبغي على الميسورين عدم مزاحمة المساكين في نيل أعطياتهم، لأن الزكاة والصدقة ما هي إلا وسخ الناس وشرهم...