جفت أقلام الكتاب وتشتت أفكار النقاد بوضع زاد عن المعتاد فلم يجد أحدا تفسيرا يقنع حتى الأولاد، مبادرة حلحلت الأزمة اليمنية - كما يطلق عليها أرباب السياسة - تعمدت إقصاء أطراف وتنصيب أطراف أخرى لتهيمن على المشهد السياسي فضاع بسببها الكادحين اللذين استخدموا كأداء لاستعراض عضلات القوى المتصارعة وانتهت بما يسمى اتفاق أطراف النزاع.
فأين ما تم انجازه من الأهداف الثورية - حسب قولهم - التي لم تسمن ولم تغني من جوع، بل ازداد فساد العباد من الطبقات الدنيا ليقتدوا بمن لا يعيشون إلا بتوصيل مغذي الفساد والبطش والاستبداد، حيث دخلت الأغلبية الشبابية بسبات كسبات أهل الكهف مع اختلافهم, فكانت صحوة أهل الكهف بعد ثلاثمائة وتسع سنين, إذ أن شبابنا مازال بسباته على أمل صحوتهم قبل فوات الأوان.
إن ما نعانيه جنوباً وشمالاً ناتج استشراء جذور الفساد وأهله، فالكهرباء تحولت لقصة ألف ليلة وليلة وعدم مبالاة سُميع لاعتصام موظفيه وأزمة لصي طفي التي تحولت لطفي طفي وكذا تقارير الفساد المتداولة بصحفنا ومواقعنا الالكترونية، فقد وصل معاناة الأبرياء لحد ما أشار إليه الزميل أبو النصر - بمساحة مطب - عن مديونية أحد المليارديرات للكهرباء ورفضه سدادها كغير العتاولة الأوباش - حد قوله - بينما لم تنقطع عند هؤلاء للحظات، وهو عندما طلعت فاتورته 9 آلاف قطعوا الخط وشالوا العدة وقالك مواطنة متساوية!, فهذه من ملايين الحالات التي يعاني أبناء جلدتنا منها ببلد ذكرتُ كثيراً أنه سعيداً بمسماه تعيساً بمحتواه.
أما عدن فحالها يصعب وصفة بكلمات عابرة، شوارع تملئها القاذورات وروائح لا يستطيع قلمي وصفها، وظلام لا يرى المرء فيه نورا سوى العابً وأعيرة نارية تضيء سماءها لترعب أطفالها وشيوخها، فبدل أن تتخذ السلطات إجراءات لإعادة الحياة لسكانها نراها تنشغل بتشكيل لجان وانعقاد مؤتمرات ولقاءات و"وبروبجندا" إعلامية صوريه لصرف ملايين وأكثر وأخرها المؤتمر السنوي الأول للنظافة، فأين نظافة المؤتمرون - المشاركين بالمؤتمر - من وضع عدن الاجتماعي المتردي ومأساتها على مسمع ومرء الجميع.
فيا ترى ما سر ذلكم الوضع الذي يزداد ترديا بسرعة البرق، وعجز المعنيين - المريب - عن اللحاق به وتحسين وضع الأبرياء اللذين لا ذنب لهم سوى انهم وجدوا انفسهم بإرادة الله أبناء لهذا الوطن، فإلى متى سيبقى حالنا على ما هو عليه من تدهور الوضع الاجتماعي والسياسي المظلم الذي اشتاق الكادحين - بسببه - عناق ضوء فجر جديد. والسلام تحية،