تمضي الأيام وتتواصل الحرب الملعونة ومعها تتواصل شتى أنواع وصور الإعتداء على الجنوب من سفك الدماء ونهب للثروة وممارسة شتى أنواع الألاعيب والظلم تجاه شعب الجنوب من قبل عصابة الشمال بكل مكوناته وتوجهاته، لكن مع كل قطرة دم شهيد من شهداء الجنوب أو جريح جنوبي تسقط تتشكل ملامح استقلال الجنوب ومستقبل دولتنا القادمة دون أدنى شك. اليوم وبعد كل هذه الدماء والدمار والظلم الذي يطال الجنوبيين يبقى من المستحيل أن يأتي من يحاول لإعادة طرح شيء اسمه "الوحدة اليمنية", لم تعد هناك أدنى فرصة لشيء اسمها تسوية سياسية تدخل الجنوب ضمن مشاكل وقضايا الشمال. لتبقى التسوية الممكنة والوحيدة هي التفاوض بين طرفين هما الجنوب والشمال على الصورة التي يجري من خلالها إعادة تموضع الدولتين على حدود ما قبل العام 1990م. وفي حال وجدت أطراف خارجية تتبنى حلول لا ترتقي واستقلال الجنوب فأن هذا الأمر يعيد الجميع إلى ذات الدوامة التي نعيشها جميعاً الآن، بالإضافة إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه وعدم إتاحة الفرصة للجنوبيين لإعلان قيام دولتهم المستقلة سيقود البلاد إلى مزيد من العنف والإرهاب الذي سيهدد أمن واستقرار المنطقة العربية والعالم برمته.. اليوم شعب الجنوب قد قرر مصيره وهذا حق من حقوقه المشروعة والمكفولة له دولياً ويبقى على الخارج فقط أن يساعد على إعادة كياني الدولتين السابقتين بعيداً عن أي مشاريع سياسية أخرى لأنها اي هذه المشاريع التي لا تضمن استقلال الجنوب تعد ضرب من العبث وتأجيج للمشكلة ومعها ستتاح الفرصة للإرهاب على إيجاد بيئة مناسبة لتموضعه وانتشاره في هذه النقطة الجغرافية البالغة الأهمية والخطورة التي دون شك ستهدد دول العالم. على العالم أن يؤمن أن شيء اسمه الوحدة قد أثبتت فشلها الذريع وان الاستمرار بهذا المشروع يعتبر فشل للإرادة الدولية وأنه في حال استمرار البحث خارج المشكلة لم ولن يضمن استمرار او قيام أي مصالح لأي طرف خارجي على الإطلاق. لقد آن الأوان لإعلان استقلال الجنوب والاعتراف به وتمكينه من ممارسة حقوقه ضمن نصوص ومبادئ القانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات الدولية..