رغم وجود القناعة التامة لكثير من ابناء المحافظات الشمالية بالفشل لمشروع اليمن الاتحادي ( الوحدة ) إلا ان البعض من أبناء جلدتنا لازال يؤمن في هذا المشروع السياسي وحتى صاروا بالوحدويين أكثر من الشماليين أنفسهم والمتأمل لحال هؤلاء سيجد بأنهم لا يشكلون رغم في الساحة الجنوبية بل يعتبرونهم بالأصوات الشاذة طالما وهم خارج الإجماع الجنوبي ، ولكن هنا السؤال الذي يطرح نفسه ما سبب ظهور مثل هذه المشاريع بعد أن أختاروا الجنوبيين طريقهم لأنفسهم ؟؟؟ أنا بأعتقادي ضبابية المشهد وعدم وضوح الرؤية إلى الان في الجنوب وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام على تحريرها قد كانت هي وراء الظهور لمثل تلك الأصوات الهدف منها هو دقدقة عواطف المواطن الجنوبي الذي لم يرى النور إلى الآن وفقدانه أبسط مقومات الحياة . نعم الوضع بالجنوب معروف سيئ ومزري ولا يختلف اثنان على ذلك إلا انه لايمكن لنا أن نقبل بأي حال من الأحوال بالعودة إلى ما قبل تاريخ عاصفة الحزم في السادس والعشرين من مارس عام 2015م لو يفنى الجنوبيين عن بكرة أبيهم من على وجه هذه الأرض.. وعلى تلك الأصوات بأن تكف عن الترويج لهذا المشروع الذي أثبت فشله في اليمن بعد تجربته لأكثر من ربع قرن وليعلموا ان الجنوبيين اليوم قد قدموا قوافل من الشهداء والجرحى والاسرى لخروجهم من هذا المشروع الذي بأسمة ضاعت حقوقهم وطمست هويتهم وأصبحوا لا حول لهم ولا قوة في بلادهم. وعلينا أيضآ بأن نعترف أن هناك إخفاقات سياسية وأمنية شهدتها الجنوب خلال فترة ما بعد الحرب وحالة من الأنقسام ومن التشظي وهذا هو نتاج طبيعي بعد الحرب والصراع ولكنه سيزول بإذن الله بعد أن تضع الحرب اوزارها ويتم الاعتراف في دولة الجنوب ويكون كل شيء في يد أبنائه وعلى النخب الجنوبية ان تتهيئ من الان لوضع برنامج سياسي واضح يحدد ملامح المستقبل للدولة الجنوبية القادمة تطمئن فيه الداخل والخارج وعدم ترك أي فرصه لأصحاب المشاريع الصغيرة الذي يحاولون بها إدخال الشكوك إلى قلوب أبناء الجنوب وليعلموا علم اليقين بأن الجنوبيين قد أختاروا طريقهم لأنفسهم ولن يمكن لهم اليوم الرجوع عنه مهما كلفتهم التضحيات للوصول إليه... والله من وراء القصد (( شاعر المليون )) رئيس ملتقى أحباب الشيخ ( يافع - رصد - جبل محرم )