اختتم رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اليوم، زيارته الرسمية الناجحة والإيجابية والمثمرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والتي استغرقت عدة أيام. وكان في وداع رئيس الوزراء بمطار أبوظبي الدولي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي وحرس التشريفات. والتقى رئيس الوزراء خلال زيارته إلى الإمارات، عدداً من قادة الحكومة الإماراتية بمقدمتهم ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الإماراتي سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. كما عقد الدكتور معين والوفد المرافق له، سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين بالمؤسسات والصناديق التنموية بالإمارات ومنها وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومؤسسة أبوظبي للطاقة وصندوق أبوظبي للتنمية. وجرى خلال لقاءات رئيس الوزراء والوفد المرافق له، مع الجانب الإماراتي، بحث تعزيز علاقات التعاون الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين القائمة على الأخوة والمصير المشترك، ومستجدات وتطورات الأوضاع اليمنية الراهنة على مختلف الأصعدة والمستويات السياسية والميدانية والاقتصادية والإنسانية والمعيشية والخدمية والتنموية، وجهود التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار وفقاً للخطط الوطنية الرامية للتخفيف من حِدة معاناة المواطنين بعموم محافظات الجمهورية دون استثناء، إضافة إلى كيفية استغلال الدعم المقدم من الأشقاء في الإمارات في إطار مشاركتها بتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية وتسخير الدعم الإماراتي لخدمة شتى مجالات وقطاعات الحياة، وانعكاس ذلك على مشاريع تخدم التنمية وتحقق نتائجها ويلمسها المواطن وتعمل على تطبيع الحياة العامة. وتطرقت اللقاءات أيضاً إلى مناقشة استمرار الجهود الإماراتية وموقفها المشرّف والأصيل إلى جانب أشقائهم في اليمن وتقديم التضحيات من خلال امتزاج الدماء الإماراتية بدماء أشقائهم اليمنيين في معارك الشرف والبطولة خلال مواجهة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لإنهاء الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية واستعادة مؤسسات الدولة، وكذا بحث آفاق وفرص السلام رغم التعنت الحوثي على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وكذا التعامل بحزم مع التصعيد الحوثي بإيعاز من إيران وتهديد دول الجوار والملاحة البحرية، والذي بدأ واضحاً مؤخراً من خلال استهداف بعض المصالح الحيوية المدنية والأحياء السكنية في المملكة العربية السعودية، وأهمية استتباب الأوضاع في اليمن، كونها تعد بوابة الأمن والاستقرار في المنطقة. كما جرى خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين الجمهورية اليمنية ممثلة بوزارة التخطيط والتعاون الدولي مع دولة الإمارات ممثلة بمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بشأن مشروع توريد وتركيب وتشغيل توربين غازي مع الشبكة الكهربائية بقدرة 100 ميجا وات في محطة الحسوة بالعاصمة المؤقتة عدن، وذلك بحضور رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ووزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، كما جرى بحث إمكانية استفادة وزارة الكهرباء اليمنية من خبرات مؤسسة أبوظبي للطاقة في توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية في اليمن. وشملت مباحثات وزارة التخطيط اليمنية ووزارة الموارد البشرية الإماراتية، مجالات بناء القدرات والدعم المؤسسي وتسهيل استقدام العمالة الماهرة، واتفق الجانبان على تقديم الحكومة اليمنية رؤية بجميع جوانب التعاون المشترك في مجال بناء القدرات وتسهيل استقدام العمالة اليمنية وتوقيع اتفاقية تفاهم مشتركة بموجب تلك الرؤيا، إضافة إلى بحث مساهمة صندوق أبوظبي للتنمية في تنفيذ مشاريع تنموية وخدمية بموجب إعداد الحكومة الشرعية خطة عمل ورؤية موحّدة وشاملة بالمشاريع الحيوية المطلوبة وذات الأولوية في مختلف المجالات والقطاعات ورفعها إلى صندوق أبوظبي، تمهيداً لتحديد التدخلات والشروع في تنفيذ تلك المشاريع، مع التركيز على تنفيذ المشاريع الخاصة بالبنية التحتية والخدمية والمشاريع الصغيرة التي من الممكن أن تكون نتائجها واضحة ويلمس أثرها المواطنين. وقال رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ)" إن الزيارة كانت مثمرة وإيجابية وحققت أهدافها وتكللت بالنجاح، من خلال المباحثات الثنائية بين البلدين الشقيقين بمختلف الجوانب". وأكد حرص الحكومة على مواصلة جهودها الدؤوبة من أجل استمرار دوران عجلة التنمية والتغلب على الصعوبات والتحديات والمعوقات التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق أهداف التنمية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لمختلف فئات وشرائح المجتمع والتخفيف من معاناتهم جرّاء جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية في إطار حرب الميليشيا على اليمن واليمنيين وما ترتب على استمرار الميليشيات في المضي بتنفيذ المشروع الانقلابي والأجندة الإيرانية من تفاقم لمأساة ومعاناة المواطنين وتدمير مقدرات واقتصاد البلاد وإدخالها في نفق مظلم والمضي بها صوب المجهول. وأشاد رئيس الوزراء، بالمواقف العروبية الأصيلة لدولة الإمارات ممثلة برئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووقوف الإمارات قيادة وشعباً إلى جانب اليمن واليمنيين من خلال المشاركة في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية وتقديم الإسناد والدعم العسكري والإنساني وتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية والتنموية، بغية التخفيف من وطأة الحرب والإسهام في القضاء على الانقلاب وإنهاء الحرب وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن.
