حشد كبير من أهل الصحافة والإعلام في صفوفنا نستطيع القول أن معظمهم من أصحاب الصف الثاني أو الثالث او ما بعد الثالث يكتبون الأخبار أو التقارير أو المقالات أو التحقيقات الصحفية بمضامين محشوة بعبارات وجمل لا تستند إلاّ على أوهام في أذهان كتابها وما تنتجه قرائحهم دون أن تكون مستندة إلى معلومات حقيقية عاشها الكاتب واستنبطها من أرض الواقع، إنما التقطها من معلومة بسيطة سمعها أو شاهدها ثم أخذ القلم وبدأ في كتابة السرد وتقديم مادته للنشر بحسب ما يريد وليس بحسب المنطق والموضوعية التي ترتكز على المعلومات والأحداث الصحيحة وعلى عناصر يجب توفرها في الخبر أو المادة الصحفية المقدمة. للأسف الشديد لقد أصبح ما يقدمه هؤلاء من إعلاميين وصحفيين أداء ومستوى هابط يبعث على الاشمئزاز والحسرة لأنهم يعملون على قاعدة الإكثار من المواد والتقليل من المضمون والجودة، أصبح اهتمام الكاتب يتركز فقط على وضع عنوان جاذب يلبي حاجته الخاصة أو جوعه المادي دون اعتبار لمحتوى موضوعه أو تدقيق لما يتضمنه من أخطاء لغوية وإملائية التي حدث عنها ولا حرج وكأنه في أولى مراحل تعليمه الأساسي. كتابات كثيرة لا تتطابق مع الصورة الحقيقية في الواقع ، يتخللها الكثير من تشويه الحقائق يعرف كتابها مسبقا أن لا رقيب أو حسيب يمكن أن يحاسبهم عليها ولا قانون مهنة سيحكمهم، وهم أنفسهم ضاربون بعرض الحائط الالتزام بأبجديات العمل الصحفي والأخلاق والقيم الصحفية التي في نظرهم باتت شيئا من الماضي.